وقال مستشار الامن القومي العراقي السابق موفق الربيعي، الذي اشرف على مراحل التحقيق مع صدام حتى لحظة اعدامه، ان الديكتاتور المقبور كان يعاني من هوس اسمه ايران.
وادلى الربيعي هذه التصريحات منذ 3 سنوات في حديث خاص مع قناة "آسيا" العراقية قائلا:" انا استلمته من امام باب حجرة الاعدام المقرر فيها تنفيذ العقوبة وادخلته مكبلا بصفتي طبيب ومستشار الامن القومي العراقي الى القاضي والمدعي العام العراقي. وبعد ان قرأ القاضي لائحة الاتهام قدناه الى حجرة الاعدام. في هذه الاثناء كان يردد شعارات جوفاء مثل الموت لايران والموت للفرس المجوس".
وصرح الربيعي: "صدام يعاني من هوس اسمه ايران لدرجة انه اذا وقع شجار بين سمكتين في النهر سيقول ان ايران هي السبب في وقوع هذا الشجار"، مضيفا " كان لدى صدام هوس يدور في ذهنه حول ايران، حتى انه في عدة مرات ردد شعارات معادية لايران قائلا الموت للفرس المجوس والموت لايران. يردد شعارات رخيصة بدون معنى وفي اوقات غير مناسبة لانه كان يعتقد ان كل ما يجري في حجرة الاعدام يتم تصويره لنقله بعد ذلك الى العالم... كان مشغولا بادائه المسرحي و يعتبر الحياة كلها هي مسرحية يلعب هو دوره فيها حتى اخر لحظة اعدامه".
وردا على سؤال حول هل حقا "صدام" لم يكن يؤمن بالغيب ولهذا السبب ارتكب كل هذه المجازر، قال: "صدام عندما يرفع المصحف في قاعة المحكمة او امام لجنة التحقيق فهو حقا وصدقا لايعتقد بذلك. انا رايته وتحدثت معه... ان الانسان الذي يؤمن بالغيب عندما يواجه مشكلة يرجع للغيب ولله عز وجل ويناجيه ويطلب منه المغفرة، لكني لم اشهده في يوم ما يناجي الله تعالى. كان يعتقد ان طلب العفو والمغفرة وابداء الندم علامة الضعف، لقد تكبَّر حتى على الله سبحانه و تعالى".
واشار الربيعي الى انه عندما راى ديكتاتور العراق خشبة الاعدام قال له في اداء مسرحي: "دكتور، لاتخف فهذا للرجال"، في الحقيقة كان متماسكا. كان يعتقد انه كل مايجري يتم تصويره وسيتم بثه فيما بعد لذلك ظل متماسكا ويقوم بتمثيل بارع. في هذه اللحظات لم يذكر الله او اي شيء حتى انه لم يتذكر الشهادتين، ولكننا ذكرناه في المرة الاولى فرددها، وعندما فشلت المحاولة الاولى في الاعدام، لم يستطع اكمال الشهادتين الى النهاية في المرة الثانية".
واكد المسؤول العراقي السابق ان صدام في محبسه لم يتعرض الى اهانة او تعذيب.
كما اشار موفق الربيعي الى ان العراق كان تحت ضغط اعلامي وسياسي كبير جدا من قبل الكثير من الرؤساء والمسؤولين في الدول العربية، وصرح بأن بعض المسؤولين العرب طلبوا مني في اتصال هاتفي مني الا نعدم "صدام" لانها ستكون سابقة خطيرة جدا وستتجرأ الشعوب على قادتها وملوكها و رؤسائها ويعدموهم، لاتقدموا على هذا الامر، مضيفا: حتى ان الادارة الاميركية كانت منقسمة على نفسها في هذا المجال.
يذكر ان مفتى البلاط السعودي عبد العزيز آل الشيخ قال في تصريحات له قبل أيام "ان الايرانيين مجوس وكفرة"، مرددا بذلك نفس شعارات صدام على خشبة الاعدام.
102-4