إلى ذلك وكإجراء قامت به الحكومة العراقية للحد من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المواطنين أعلنت عطلة رسمية في عموم البلاد خلال اليومين الماضيين، لكن وعلى ما يبدو فإن هذه العطلة لم تحد من تأثير درجات الحرارة العالية، حيث عبر مواطنون عن استيائهم من هكذا حلول تزيد المشكلة تعقيداً، إذ فضّل المواطنون الذهاب إلى دوائرهم وأعمالهم والالتهاء بها على البقاء في بيوتهم حيث انقطاع التيار الكهربائي وضعف المولدات الأهلية وجدول التشغيل، بحسب موقع "حمرين نيوز".
وينقل الموقع عن "أبو نور الجبوري" إذا كانت الحكومة العراقية تعلم بموجة الحر القادمة من خلال هيئة الأنواء الجوية والإرصاد لماذا لم تتخذ التدابير اللازمة لمواجهتها والتقليل من أثرها على المواطنين، وتوفير الكهرباء والمستلزمات الأخرى التي يحتاجونها في مثل هكذا حالات".
وتابع بالقول: "إننا نسمع بتحسين الكهرباء منذ أعوام كثيرة حتى إن وزيره في عام 2013 وهو حسين الشهرستاني قال بالحرف الواحد سنصدّر الكهرباء للخارج في هذا العام يقصد، 2013 ، ولكن هذه الوعود كلها ذهبت أدراج الرياح ولم يحصل المواطن على شيء منها، بل بقي رهين وتحت رحمة أصحاب المولدات الأهلية، الذين يتلاعبون بالأسعار وأوقات التشغيل ومزاجية بعضهم وعدم التزامهم بقوانين مجلس المحافظة، فضلاً عن ارتفاع سعر الأمبير الذي وصل إلى 25 الف دينار، وهو كثير على محدودي الدخل".
وارتفعت درجات الحرارة في العراق خلال اليومين الماضيين لتصل في بعض المناطق إلى نحو 55 درجة مئوية، وهو ما تسبب بوفاة 4 أشخاص، بينهم طفلان، في محافظة صلاح الدين، وفق ما ذكرت مصادر محلية.
من جهته دعا الشيخ حسين اللهيبي، أحد شيوخ قضاء الشرقاط، الحكومة العراقية ووزارتي الدفاع والداخلية، إلى سرعة تحرير قضاء الشرقاط والقيارة، لحفظ أرواح آلاف المدنيين الذين يحتجزهم التنظيم الإرهابي ويستخدمهم كدروع بشرية.
وأفاد تقرير لهيئة الانواء الجوية العراقية أن البلاد تتأثر بمنخفض جوي حراري أدى إلى تجاوز درجات الحرارة معدلاتها العامة.
وتؤدي درجات الحرارة العالية الى انتشار أنواع من الحشرات والديدان التي تجد بيئة خصبة في مثل هذه الظروف، حيث انتشرت خلال هذه الأيام حشرة "الجدجد" ويطلق عليها العراقيون اسم أبو الطفير أو "النكاز" بمنازل بعض المواطنين في الأحياء المكتظة بالسكان كمدينة الصدر شرقي بغداد، بعدما أرغمتها حرارة الجو على دخول البيوت بحثاً عن شيء من الظل والرطوبة.
واصبحت حشرة أبو الطفير مادة الفكاهة وحديث مواقع التواصل الاجتماعي تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت نصف درجة الغليان حيث حذّروا من أخطارها ودعوا إلى ذكر بعض الأدعية للحماية من ضرر الحشرات.
بينما قال طبيب مختص في وزارة الصحة إن الجدجد" لها أكثر من 950 نوعاً وتظهر في الأماكن الرطبة، مثل المزارع وتعيش على الخضراوات، كما تقتات على بقايا الحشرات الميتة، وعندما ارتفعت درجات الحرارة خرجت هذه الحشرات بحثاً عن مأوى لها .
وربما الشعب العراقي هو الوحيد بين دول العالم الذي يحوّل الأزمات والظروف السيئة للغاية إلى مادة للفكاهة والمرح للتخفيف من معاناته وتأثيرات الأزمة التي يمر بها ومجمل الأوضاع السياسية والأمنية، حيث عبر العراقيون بمختلف أنواع الفكاهة والسخرية، مرة من الإجراءات الحكومية التي وعدت ومنذ سنين بتحسين التيار الكهربائي، ومرة من الظروف المناخية السيئة وما رافقها من ظواهر، حيث بث ناشطون صوراً مضحكة ورسوماً رمزية للتعبير عن حالهم ووضعهم وما يعيشونه في مثل هذه الأوقات، فضلاً عن نشر مقاطع الفيديو التي تظهر طبخ البطاطا والبيض على الأرض بالمقلاة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وقدرتها على الطبخ، وانتشرت كذلك مقاطع الفيديو من قبل الناشطين والكوميديين للإدلاء بآراهم حول هذه القضية، فضلاً عن إطلاق هاشتاغ بوسم: #العراقي_بالصيف، حيث تداول الناشطون ورواد مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وتويتر الآف التعليقات والصور الكاريكاتيرية التي تظهر تفاعلهم مع ارتفاع الحرارة في البلاد وتأثيرها على حياتهم بتعليقات اتخذت طابع السخرية أحياناً والتحدث مع الشمس للتخفيف من سطوتها عليهم، حيث علّق الناشط حسان العراقي بقوله: "أنتشار باعة #لفات_الثلج في وسط وجنوب العراق". مع نشر صورة لفة وبداخلها قطع من الثلج، في حين استغل الناشط أمير الحسيني الوضع القائم لتوجيه رسالة إلى المواطنين عموماً قائلاً: " #العراقي_بالصيف شايل المهفه ومصيادة الذبان وميخلي واحد بالدولة ما يسبه، بس لمن تجي الانتخابات يروح ينتخب الي من مذهبه حتى لو كان هذا الشخص فاسد وحرامي وهو سبب معاناته".
وعلى هذه الشاكلة تنوعت تعليقات المستخدمين والناشطين فضلاً عن حالة التذمر التي سادت الأوساط الشعبية بعد إعلان وزارة الكهرباء عن خروج بعض الوحدات عن العمل وهو ما أدى الى زيادة القطع في بغداد.
من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس إن "ارتفاع درجات الحرارة وتجاوزها 50 درجة مئوية أدى ذلك الى زيادة الطلب على الطاقة من قبل المواطن مما قلل ساعات التجهيز في بغداد إلى النصف، ما يعني تجهيز العاصمة ب12 ساعة فقط بينما المحافظات الجنوبية تجهز بأكثر من بغداد بسبب الزخم السكاني في العاصمة " .
وأضاف المدرس في تصريح بحسب الموقع: أن "وزير الكهرباء قاسم الفهداوي وجه جميع المدراء ومدراء الاقسام في الوزارة للإستنفار والعمل على توفير الطاقة الكهربائية للمواطنين ولكن وزارة الكهرباء تشكو قلة التخصيصات المالية والإمكانيات المحدودة".
4