هل هناك خطط لاغتيال الرئيس الاسد؟ إن وجدت فمن سينفذها؟

هل هناك خطط لاغتيال الرئيس الاسد؟ إن وجدت فمن سينفذها؟
الإثنين ١٤ مارس ٢٠١٦ - ٠٧:٠١ بتوقيت غرينتش

استعرض الكاتب والصحفي الفلسطيني رئيس تحرير صحيفة "راي اليوم" عبد الباري عطوان تصريحات المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان ديمستورا الاخيرة والتي اكد فيها ان هناك ثلاثة اهداف للمفاوضات بين وفد النظام السوري ووفود المعارضة التي ستبدأ ( اليوم ) الاثنين، الاول تشكيل حكومة جامعة، والثاني وضع دستور جديد.. والثالث انتخابات رئاسية وتشريعية باشراف الامم المتحدة.

ويرى عطوان ان المرحلة الانتقالية التي من المقرر ان تستمر 18 شهرا، والمطلوب خلالها انجاز الاهداف الثلاثة المذكورة، وانتقال كامل للسلطة الى الرئيس المنتخب والحكومة التي تنبثق عن البرلمان وتحظى بثقته قد تكون سلسلة وميسورة على الورق، لكن عندما توضع امام المتفاوضين لبحثها فان الامر يحتاج الى سنوات، وربما الى عقود، للتوصل الى اتفاق حولها وتطبيقها عمليا على الارض، فالخلافات هي القاسم المشترك، والفجوة بين مواقف المعارضة والنظام واسعة جدا، والارضية الوحيدة المشتركة هي رفض مشروع الفيدرالية الذي وصفه جون كيري وزير الخارجية الاميركي بـ “الخطة ب”، وكل له اسبابه.
لكن الكاتب يعود الى التصريحات التي اطلقت من الجانبين امس وخلال وصولهم الى جنيف ليركز على احدها وهو ما ورد على لسان محمد علوش “كبير” المفاوضين في “وفد الرياض”، عندما قال ان “المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل الاسد او قتله”، واضاف “ان هذه المرحلة لا يمكن ان تبدأ بوجود هذا النظام او راسه في السلطة”.
ويعتقد عطوان ان هذا الكلام جديد، وغير مسبوق، فالنغمة التي كان يرددها عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ليل نهار هي حتمية رحيل الرئيس الاسد، اما بالحل السياسي او العسكري، لكن هذه هي المرة الاولى التي يسمع فيها تعبير “رحيل الاسد او قتله”، على لسان علوش الذي يعكس حتما موقف العاصمة التي اتى منها، اي الرياض وحكومتها، فاذا كان الحل السياسي متعثر والعسكري يتراجع، فهل هناك حل جديد اسمه الاغتيالات؟
ويتابع الكاتب بالتنويه الى المرحلة الانتقالية التي من المفترض ان تبدأ فور بدء المفاوضات بحسب دي ميستورا، ويتساءل: هل سنقرأ غدا اخبارا عن اغتيال الرئيس الاسد مثلا؟ وهل يملك علوش معلومات مؤكدة في هذا الصدد استقاها من رعاته في السعودية، او المعلم الاميركي الاعلى؟
ويستطرد عطوان في جانب اخر من مقاله لطرح تساؤلات اخرى مثل، هل حديث علوش حول “الموت” او “القتل” يصب في اطار التشويش والتضليل والحرب النفسية؟ واذا كان الامر جديا فمن سيشرف على اي محاولة للاغتيال، اذا كانت المخططات موجودة فعلا، المملكة العربية السعودية ام وكالة المخابرات المركزية الاميركية، ثم ما هو موقف روسيا تجاه مثل هذه المخططات اذا وجدت فعلا؟، ويقول: لا نستطيع الاجابة على اي من هذه التساؤلات، لكن كل ما نستطيع استنتاجه بالنظر الى حالة الغموض، وانعدام وضوح الرؤية، وتباعد مواقف الاطراف المشاركة في هذه المفاوضات، ان فرص تقدمها تبدو معدومة، ولذلك لا بد من التفكير بالمرحلة التالية اذا ما تأكد فشلها او انهيارها.
ويؤكد الكاتب ان موقف الرئيس السوري بشار الاسد هذه الايام، ومع دخول الازمة عامها السادس، يبدو اقوى من اي وقت مضى، بعد التقدم الكبير الذي حققته قواته على الارض شمالا وجنوبا شرقا وغربا بغطاء جوي روسي، وضعف وتفكك المعسكر المناويء له، فالتهديدات السعودية بالغزو البري “تبخرت”، وقطر التي لعبت الدور الرئيسي في دعم المعارضة ماليا وعسكريا على مدى السنوات الخمس الماضية “خفت صوتها” وتراجعت الى المقاعد الخلفية في حافلة القيادة لمصلحة السعودية، اما تركيا فبدأت تدفع ثمن سياساتها الخارجية تفجيرات في اسطنبول وانقرة، وتوتر كبير في العلاقات مع موسكو والاتحاد الاوروبي، وشبه قطيعة مع الادارة الاميركية التي اختارت دعم الاكراد اعداء الرئيس اردوغان، ولعل تفجير انقرة الاخير، يؤكد ضخامة حجم المأزق التركي.

109-2