هل الصداقة بين أوباما وبوتين قوية؟ وهل الاثنان لايحبان أردوغان؟

هل الصداقة بين أوباما وبوتين قوية؟ وهل الاثنان لايحبان أردوغان؟
الجمعة ٠٤ مارس ٢٠١٦ - ٠٦:٥٥ بتوقيت غرينتش

ليس كل ما يقال يصدق عبارة قد تكون مفتاحيه في عالم اليوم، لكن ان يكون القائل دبلوماسيا رفيعا في دولة فاعلة فهذا يدفعنا الى التفكير فيما يقول.

ان يقال ان العلاقة بين رئيسي دولتين تتباينان في ملفات عديدة في منطقتنا والعالم اكبر مما نتخيل،  اتحدث عن الرئيس الامريكي باراك اوباما ونظريه الروسي فلاديمر بوتين  فهذا ما يدعو الى الدهشة فعلا ؟، هل هذا سر المراعاة الامريكية للمصالح الروسية خاصة في سوريا، هذا مستبعد فالولايات المتحدة ليست دولة من العالم الثالث يتحكم مزاج زعيمها بعلاقاتها الدبلوماسية.

لكن مقولة العلاقة المميزة بين الرجلين حسب ما نقلها الدبلوماسي الرفيع خاتما مقولته بعبارة ليس كل ما يعرف يقال، اعادت بي الذاكرة الى اللقاء الاخير بين الرجلين قبل عامين في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ70 .اجتماع الرئيسين الذي كان محط اهتمام بالغ من قبل وسائل الإعلام والمتابعين تواصل نحو ضعف الوقت المقرر إذ استغرق ساعة وأربعين دقيقة، فيما كان وقته الرسمي المعلن 55 دقيقة. هل هذا مؤشر على توافق شخصي بين الرجلين ام فرضته الملفات المتشابكة بين دولتين واحدة لعبت لاكثر من عقد دور القطب الاوحد في العالم واخرى تحاول العودة لتاخذ مكانها كقطب مقابل؟  اتذكر في هذه اللحظة ايضا صورة تبادل الرئيسان الأمريكي والروسي النخب خلال مأدبة غداء اقامها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال على هامش اجتماعات الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم. الصورة اثارت الصحافة العالمية التي جهدت في تحليل لغة الجسد لكلا الزعيمين.

اتذكر ايضا الطفلة الروسية التي وجهت سؤالا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال حواره التلفزيوني المباشر السنوي مع المواطنين الروس، “هل تعتقد أن اوباما كان سينقذك إن كنت تغرق؟”، ما أثار ضحك بوتين الذي أوضح أن العلاقات الدولية لا تعدم العلاقات الشخصية. وتابع  إن اوباما رجل أمين وشريف، “بالطبع كان سيفعل ذلك”.

المصافحات في اللقاءات التي جمعت الرجلين كانت حارة جدا رغم الاختلافات، لكن  صحيفة ذا دايلي راش الامريكية الالكترونية قالت ان بوتين حذف اوباما من قائمة اصدقائه على فيسبوك.

اخر اتصال هاتفي جرى بينهما كان الاحد الماضي تناقشا فيه أهمية التنسيق العسكري بين موسكو وواشنطن، بما يخدم مكافحة تنظيم "داعش" وغيره من المجموعات الإرهابية، والوضع في اوكرانيا. بيان الكرملين حول هذا الاتصال قال ان الرجلين توافقا على كل النقاط في هذه الملفات.

الاتصال الذي سبقه كان في 15 شباط  اجراه الرئيس الامريكي باراك اوباما طلب فيه من الرئيس الروسي وقف الغارات على جماعات معارضة وصفها اوباما بالمعتدلة وحث نظيره فلاديمير على المساعدة في الاسراع في ايصال المعونات الانسانية الى مناطق يحاصرها الجيش السوري.

شخصية الرئيس اوباما انعزالية ولا تميل لتكوين صداقات شخصية على ما تقول صحيفة نيويورك تايمز، تضيف الصحيفة ان اوباما يتعامل مع الزعماء بمنطق (البزنس) و ان الصداقة الوحيدة التي كونها خلال ولايتين له في البيت الابيض كانت مع الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيدف بسبب المهنة المشتركة التي جمعت الرئيسين وهي( المحاماة). فهل تركب صداقة مميزة بين المحامي الامريكي  ورجل الاستخبارات السابق اليوم؟ مالذي يمنع؟

الدبلوماسي المطلع اضاف الى معلومة الصداقة التي تكونت بين اوباما وبوتين والتي يصفها باكثر مما نتخيل، ان الرجلين لا يحبان شخصية الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، ويعتقد ان بعض الزعماء الاوربيين يشاطرونهم هذا الشعور بعدم اعجابهم بالرئيس التركي. ينقل الدبلوماسي عن بعضهم وصف ادروغان بانه متعب. وان الرئيس اوباما يتجنب لقاءه شخصيا ويفضل التعامل معه عبر الخارجية. يضيف الدبلوماسي ستشهد قريبا نقاشات للدول الغربية حول تعليق عضوية تركيا في حلف الناتو.

قد يكون هذا كله صحيح وهناك من هم عارفين به ومطلعين على مجريات وتفاصيل تؤكد هذا التجاذب الشخصي او التنافر بين وعماء دول لها وزنها في الاقليم والعالم. الا ان هذه الدول لا تبني سياسياتها على الصداقات الشخصية وانما على مصالح شعوبها فقط ، ليت زعماءنا في العالم العربي يفصلون مزاجهم الشخصي عن مصائرنا.

كمال خلف-دام برس