واشار عطوان الى ان من يتابع تصريحات الجبير هذه الايام يخرج بانطباع بأنه بات “مهووسا” بهذين الملفين، وان هذا الهوس يتحول الى حالة مرضية، ويعطي نتائج عكسية تماما، ويكشف عن جهل بالتطورات العالمية الجذرية، التي غيرت معادلات هذين الملفين .
وحمل عطوان السعودية مسؤولية اتساع نفوذ ايران وتحولها الى لاعب اقليمي من الطراز الاول حيث قال : السعودية تتحمل المسؤولية الكبرى..، لانها تربعت على قيادة المنطقة طوال العشرين عاما الماضية دون منازع، ولعبت دورا كبيرا في تسهيل غزو العراق واحتلاله، واستعانت عن دعم المقاومة الفلسطينية بمبادرة سلام لم تستطع فرضها، رغم كل ما حملته من تنازلات، وارتكبت اخطاءا تاريخية في اليمن، تكللت بتدخلها العسكري فيها، الذي لم يحل مشكلة، بل خلق عدة مشاكل اخرى في المقابل .
وراى الكانب ان السياسة الخارجية السعودية باتت محكومة بالانفعالية وردود الفعل، وليس القراءة الصحيحة والمتأنية للوقائع، وبما يؤدي الى اعادة تصويب البوصلة في الاتجاه الصحيح، وخاصة في فلسطين المحتلة وسوريا واليمن.
وكشاهد على ما قاله اشار الى تصريحات وزير خارجية اميركا جون كيري فيما يخص اجراء محادثات مع روسيا وحلفائها بالمنطقة في محاولة لتجنب الدمار الشامل وبحث الخيارات التي يمكن ان تتيح اطلاق عملية تفضي الى انتقال سياسي في سوريا، دون التطرق مطلقا لشرط رحيل الاسد لانه يعلم ان هذه الاسطوانة باتت قديمة، لا تطرب احدا بعد التدخل الروسي، وتساءل، هل التقط السيد الجبير وحكومته هذه الرسالة؟ .
وانتقد عجز الجبير عن الرد على الانتقادات التي اطلقها وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في الرياض، حول عدم استقبال المملكة والدول العربية الاخرى للاجئين السوريين، وانتهاكات حقوق الانسان، وقضية اعتقال النشطاء المعتقلين المطالبين بالاصلاح السياسي دون مصوغات قانونية، او محاكمات عادلة منوها الى الثورة التي تشهدها فلسطين حاليا والشهداء الذين يسقطون دفاعا عن الحرم القدسي الشريف في مواجهة عمليات التهويد الاسرائيلية المستمرة وقال : التحرك الوحيد الذي قام به السيد الجبير وحكومته هو الاتصال فجرا بالرئيس عباس لمطالبته بالتهدئة، استجابة لضغوط اميركية واسرائيلية؟!!.
واعتبر ان ان انحراف بوصلة الحكومة السعودية عن فلسطين، كان لها وقعها في الشارع العربي، خاصة ان الاعلام السعودي الذي هيمن على المنطقة لسنوات بدأ يفقد مفعوله، كما ان اساليب الردح والشتائم بدأت ترتد سلبا على الذين يقفون خلفها ويهبطون الى مستواها.
وختم عطوان مقاله بالقول ان السياسة الخارجية السعودية، مثل نظيرتها الداخلية، بحاجة الى مراجعة جذرية داعيا الى اعتماد نهج آخر، ومنفذين آخرين.