لماذا "حذف" فصل من تقرير التحقيق بهجمات 11 سبتمبر؟

السبت ١٢ سبتمبر ٢٠١٥ - ٠٧:٤٨ بتوقيت غرينتش

اربعة عشر عاما على هجمات الحادي عشر من ايلول في الولايات المتحدة. هجمات اودت بحياة الاف الاشخاص كما اثارت الكثير من التساؤلات حول خلفيتها ودوافعها التي كان من ضمنها غزو افغانستان ثم العراق.

لكن المراقبين يعتبرون ان التساؤل الاهم والمغيب عن التداول، ما يعرف بالثمانية والعشرين صفحة من تقرير التحقيق في الهجمات. صفحات تشكل فصلا كاملا من التقرير قررت الادارة الاميركية حينها اعتبارها سرية لا لشيء سوى لانها تشير الى تورط سعودي في الهجمات.

بوب غراهام، سيناتور اميركي سابق، قال في تصريح له: لقد صدمنا عندما وجدنا ان فصلا في التقرير لم يتم نشره. وهو فصل اساسي لكشف شبكة الدعم التي تلقاها المنفذون. وموقف الولايات المتحدة كان حماية السعودية التي باعتقادي كانت المسؤول الاكبر عن شبكة دعم هؤلاء الارهابيين.


اذا هي مؤامرة يراها بعض الساسة الاميركيين، للتغطية على تورط الرياض بدوافع الحفاظ على المصالح الاميركية المتمثلة بنفط واموال السعودية. وهذه التغطية ساهمت بتماديها في دعم التطرف الذي نتج عنه ظهور الجماعات الارهابية واخرها "داعش".

بوب غراهام، اضاف في تصريحاته: السعوديون ادركوا ما قاموا به واستمروا بدعم التطرف الوهابي عبر العالم وخاصة في الشرق الاوسط. ونتج عن ذلك ظهور الجماعات الارهابية واخرها "داعش". نحن واهمون باعتقادنا ان القضاء على "داعش" يعتبر انتصارا لانها مجرد نتيجة لنشر التطرف من قبل السعودية.

وعليه فان مرور اربع عشرة عاما لم يفصلا في الصراع بين الدعوات للكشف عن الصفحات الثمانية والعشرين وبين المصالح التي تحكم العلاقة بين واشنطن والرياض،
فقد اشارت ما يسمى بمنظمة ثمانية وعشرون صفحة ان الادارة الاميركية الحالية لم تفي بالوعود التي اطلقها الرئيس باراك اوباما بالكشف عن كامل التقرير. مشيرة الى  تحميل متبادل للمسؤولية بين البيت الابيض والمؤسسات الاخرى بعدم الغاء تصنيف السرية عن الصفحات.

وهكذا يبدو ان الصبغة السياسية ستبقى الطاغية على قضية هجمات الحادي عشر من سبتمبر. حيث تم استغلالها لشن حروب وتدمير دول خدمة للمشروع الاميركي كما يتم استغلالها الان عبر طمس الحقائق خدمة للمصالح الاميركية مع من تسميهم حلفاءها.
FF-12-11:30