وتذكر الارقام ان السعودية تهيمن على اكثر من 80 بالمائة من الاعلام العربي المرئي والمسموع والقروء في العالم ، بالاضافة الى شراء ذمم الالاف من الصحفيين والاعلاميين العرب للتطبيل للسعودية ، ومهاجمة منتقديها ، الامر الذي ساهم كثيرا في حالة انتشار التكفير والارهاب والتخلف والضغينة والفتن في البلدان العربية ، بعد ان كتم هذا الاخطبوط على صدور الناس ، عبر تسويق الرؤية التي تريد الوهابية السعودية الى الناس على انها هي الحقيقة وغيرها باطل ، بل الويل كل الويل لمن يتجرأ وينتقد السعودية او الوهابية ، فانه سيفتح ابواب جهنم على نفسه ، عبر تحريك الاخطبوط الاعلامي السعودي الوهابي ضده ، وخاصة اخطبوط المواقع الالكترونية التي اقامتها السعودية في الفضاء الافتراضي ، فنراها تنهش في عقل المتصفح العربي ، وتبث فيه من الاكاذيب والسموم والافكار الهدامة ، التي كانت المسؤولة عن انحراف مئات الالاف من الشباب العربي وخاصة السعودي والخليجي.
ومن اجل التعرف على سطوة المواقع الالكترونية السعودية ومحاولتها لي عنق الحقائق الواضحة وضوح الشمس ، بقوة الدولارات الوسخة للسعودية واصحاب الضمائر الاوسخ التي تقف وراء هذه المواقع ، سنتناول الحرب النفسية والهجمة الاعلامية الشرسة التي تشنها السعودية على نائب الرئيس العراقي السيد نوري المالكي ، استنادا الى كذبتين اختلقتهما السعودية ، وتحولتا الى “حقيقتين دامغتين” في الفضاء الافتراضي السعودي الوهابي ، حتى اصبح من غير المستحيل على المتصفح الباحث عن الحقيقة ان يجدها في وسط الضجة الوهابية الشرسة التي تقف وراءها اعداد ضخمة من المواقع الالكترونية السعودية.
الكذبة الاولى اختلقتها السعودية كانت ، حول انكار السيد نوري المالكي للقران الكريم ، وانه لا يعترف الا بقران فاطمة ، وان سب الصحابة واعتبرهم مؤسسي الارهاب ، هذه الكذبة الكبرى انتشرت في الفضاء الافتراضي السعودي كالنار في الهشيم ، واصبحت بعد ساعات قليلة من المسلمات ، وعلق عليها جيوشا من السعوديين والخليجيين مستنكرين التصريحات ومكفرين صاحبها ، وامتد التكفير الى جميع اتباع اهل البيت في كل مكان ، ومن اجل ان تؤكد السعودية هذه الحقيقة ، أوعزت الى المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة “ايسيسكو” ، وهي كما معروف احدى اذراع الاخطبوط السعودي في العالم ، لاصدار بيان تستنكر فيه تصريحات نائب الرئيس العراقي نوري المالكي عن القرآن والصحابة، و”التي تجاوز فيها حقائق التاريخ الثابتة التي تلقاها علماء الأمة بالقبول وبخاصة قضية جمع القرآن والحديث، وعدالة كبار الصحابة الذين قاموا بهذا العمل الجليل .. وتصب في تأجيج نار الفتنة الطائفية التي أشعلتها جهات لها أطماع لم تعد خافية.. وطالبت “ايسيسكو” المنظمات والهيئات الاسلامية استنكار هذه الاتهامات التي تسيء الى كتاب الله وصفوة صحابة الرسول الكريم”.
تعتقد السعودية ان الناس لم يعد لهم لا الرغبة ولا الوقت لمراجعة نص كلمة السيد نوري المالكي الموجودة في الفضاء الافتراضي ، لذلك سيكتفون بما تقول المواقع السعودية والوهابية ، وحتى لو كان البعض القليل سيسعى وراء النص لمعرفة الحقيقة تكون السعودية قد ضربت ضربتها ونالت من شخص السيد المالكي ، والحقيقة عندها تفقد كل تاثير على الراي العام الذي تلوث بالكذبة.
هذا التفكير البسيط هو تفكير سعودي بحت ، وهو بالضبط افقد السعودية كل مصداقية لدى اصدقائها واعدائها ، فهذا التفكير ينطلق من عقلية لا ترى ابعد من انفها ، وتظن ان بامكانها من خلال هذا الفكر القاصر ان تتحكم بعقول الناس وتغير الاوضاع لصالحها ، الامر الذي ينتهي دائما لغير صالحها وصالح الوهابية التي تدافع عنها.
اما تصريحات المالكي كما هي موجودة في الفضاء الافتراضي والتي حرفتها آلة الكذب السعودية ، وفي اهم نقطة فيها يقول السيد المالكي وبالنص :” لا يوجد عندنا شيء اسمه قرآن فاطمة، لكن الآيات التي كانت تنزل على فاطمة، والصحابة حين يسجلونها كانوا يضعون شرحا لها على الهامش وهذا الهامش كان يكشف كثيرا من المنافقين.
واعتبر السيد المالكي إحراق النسخ المتفرقة من القرآن عند جمع المصحف ، ادى الى حرماننا من تلك الهوامش والشروح والتفصيل الذي كتب على الآيات والاحاديث التي جاءت فيها.
وهذه الفكرة التي طرحها نائب الرئيس العراقي ، ليست بجديدة وهي معروفة وتناولها الكثيرون من علماء الامة من مختلف المذاهب الاسلامية قديما وحديثا ، لكن الحقد على الرجل من قبل السعودية والوهابية ، تجاوز كل الحدود الى الحد الذي جندت فيها كل امكانياتها ، حتى منظمة التعاون الاسلامي ، للاساءة الى السيد المالكي ، ولسنا هنا في وارد ذكر الاسباب التي جعلت السيد المالكي هدفا للسعودية والطائفيين والتكفيريين والصداميين.
الكذبة السعودية الثانية كانت منع السعودية نزول نوري المالكي من الطائرة العراقية، للمشاركة في تشييع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، استنكارا منها لتصريحاته “التي نال فيها من صحابة الرسول الكريم” ، وعلى الفور انتشر الخبر في الفضاء الافتراضي وعبر ذات المواقع ، وانقسمت الردود على وسم حمل اسم “طرد نوري المالكي من السعودية” ، بينما الخبر عار من الصحة من الاساس ، وان نائب الرئيس العراقي لم يغادر العراق ولم يفكر حتى بزيارة السعودية.
وبالرغم من المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، اعتبر في بيان صحفي وزع على وسائل الاعلام ما تداولته وسائل الإعلام من انباء عن قيام النائب الاول لرئيس الجمهورية نوري المالكي بزيارة الى المملكة العربية السعودية، او تقديم التعازي بوفاة وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل لاصحة لها ، وان كل ما اثير بشان هذا الموضوع هو شائعات وضرب من الخيال” ، لكن ظلت الالة الاعلامية السعودية تنفخ في هذا الخبر ، وتؤكد على صحته وباصرار عجيب.
من حسن حظ الحقيقة ، ان الفضاء الافتراضي ورغم الاخطبوط السعودي الوهابي ، ليس في قبضة السعودية بشكل كامل ، فهناك مساحة من هذا الفضاء ، مازالت خارج الهيمنة السعودية ، وتتمرد على الدولارات السعودية وترفض الرضوخ وبيع شرف الكلمة للوهابية السعودية المتخلفة ، ويكفي الضغط على مفاتيح اي جهاز كمبيوتر ، حتى تظهر الحقيقة وينكشف الكذب السعودي الوهابي المريض ، ويظل السيد نوري المالكي رمزا من رموز العراق ، الذي اثلج صدور العراقيين ، ونغص حياة الصداميين والطائفيين ، عندما وقع على اعدام الطاغية صدام.
*سامي رمزي/ شفقنا