وفي تفاصيل الخبر فانّ التحرّك المسلّح بدأ بعد صلاة الجمعة، بعد دعوة الشيخ خالد حبلص والشيخ طارق الخياط الى العصيان المسلح ضد الجيش اللبناني، وإلقائهم خطباً نارية تضمّنت تحريضاً على الجيش واتهامه بأنه ينفّذ الخطة الامنية على السُنّة فقط، وحَرّضا السُنّة على ترك الجيش.
إثر ذلك تجمّع أكثر من 150 مسلحاً في باب التبانة وبدأوا بالانتشار والتسلّل إلى الاسواق الخارجية، كخان العسل والتربيعة وباب الرمل والحارة البرانية وسوق القمح وسوق العطارين والنحاسين وباب الحديد وسوق الخضار والزاهرية.
وفي الثامنة مساءً، وصلت معلومات الى الجيش تفيد أنّ المسلحين ينوون الدخول الى أحد الجوامع لإعلان إمارة في طرابلس والطلب من الشباب الالتحاق بهم وتنفيذ هجمات ضد الجيش، فتحرّكت وحدات من الجيش على الفور ضمن خطة محكمة وطوّقت المسلحين في أكثر من نقطة ودارت اشتباكات عنيفة سقط فيها للجيش عددٌ من الجرحى.
في غضون ذلك حاولت جماعة شادي المولوي العودة إلى التحصين الأوّل داخل باب التبانة لكنّها لم تتمكن بسبب محاصرة الجيش لكلّ المداخل والطرقات المؤدية الى المنطقة، واستمرّت مشاغلة الجيش على اكثر من محور في اشتباكات تعنف أحياناً وتتحوّل متقطعة أحياناً أخرى وسط عمليات قنص للمسلحين الذين انتشروا في الأبنية.
كذلك طوّق الجيش الشيخ خالد حبلص في جامع هارون الرشيد، واتّخذ إجراءات أمنية مشدّدة في المحاور الساخنة وأعلنَ حال الاستنفار الشديد. وقُدّرت أعداد المسلحين الذين شاركوا في الاشتباكات بأكثر من مئتي مسلّح. وتحدَّثت معلومات عن وجود "أبو هريرة" (إبن أحمد ميقاتي)، في خان العسكر لحظة مداهمة الجيش، وهو أحد قياديّي "داعش" الارهابي و كان يُحضّر لعملية تنطلق اليوم تزامناً مع رأس السنة الهجرية.