جاء ذلك، فيما نفت القاهرة وأبوظبي رسميا أمس الأحد مشاركة طائرات حربية تابعة لهما في قصف مواقع عسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس.
وأضاف المسؤولون، الذين لم تفصح الصحيفة الأمريكية عن هويتهم في تصريحات نشرتها في تقرير على موقعها الإلكتروني الإثنين،، أن "الولايات المتحدة تفاجأت بأن مصر والإمارات، وكلاهما من الحلفاء المقربين والشركاء العسكريين، تصرفا دون إبلاغ واشنطن أو طلب موافقتها".
وأشار المسؤولون إلى أن "المسؤولين المصريين نفوا صراحة تنفيذ هذه العملية للدبلوماسيين الأمريكيين".
واعتبرت الصحيفة أن "الضربات تمثل خطر كبير آخر وتصرف مفاجئ مزعزع للاستقرار أطلق في خضم الصراع على السلطة الذي اندلع في جميع أنحاء المنطقة في أعقاب ثورات الربيع العربي، وتأليب المستبدين العرب المحافظين ضد الإسلاميين المتشددين".
وحذروا المسؤولون من أن "ليبيا هي أحدث وأشد ساحات المعركة سخونة"، حيث قال عدة مسؤولين دبلوماسيين أن الولايات المتحدة استشاطت غضبا إزاء الضربات الجوية، معتقدة أنها يمكن أن تزيد من تأجيج الصراع الليبي في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة والقوى الغربية إلى حل سلمي.
وقال مسؤول أمريكي وصفته الصحيفة، بأنه رفيع المستوى "إننا لا نرى هذا أمرا إيجابيا على الإطلاق".
وتابع المسؤولون: "حكومة قطر قدمت بالفعل الأسلحة والدعم للقوات الموالية للإسلاميين داخل ليبيا، لذلك تمثل الهجمات الجديدة تحولا من الحروب بالوكالة -حيث تفرض القوى الإقليمية أجنداتها عبر حلفاء محليين- إلى المشاركة المباشرة"، وهو ما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري بشأنه من الحكومة القطرية.
ورأت الصحيفة أن الضربات أيضا "أثبتت نتائج عكسية حتى الآن، حيث نجحت الميليشيات الإسلامية التي تقاتل من أجل السيطرة على طرابلس في الاستيلاء بنجاح على مطارها عشية اليوم الذي تعرضوا فيه لجولة الثانية من الضربات".
وأوضح المسؤولون الأمريكيون أن "مصر وفرت قواعد جوية لشن الضربات، بينما وفرت الإمارات -التي يعتقد أنها تملك واحد من أكثر أسلحة القوات الجوية فعالية في المنطقة، وذلك بفضل المساعدات والتدريبات الأمريكية- الطيارين والطائرات الحربية، وطائرات التزود بالوقود جوا اللازمة للمقاتلات لقصف طرابلس انطلاقا من قواعد في مصر".
وحتى الساعة 20.40 تغ، لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الأمريكية حول ما نسبته الصحيفة لمسؤولين أمريكيين.
وشنت طائرات "مجهولة" خلال الأيام الماضية غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية تتبع قوات عملية "فجر ليبيا" المكونة من مقاتلين من مدينتي مصراتة (وسط) وطرابلس (شمال)، وبينها كتائب إسلامية، والتي تخوض معارك ضارية مع مقاتلين من كتائب "القعقاع" و"الصواعق"، التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي، والمحسوبة على بلدة الزنتان (شمال غرب) في محاول للسيطرة على مطار طرابلس، قبل أن تعلن قوات "فجر ليبيا" سيطرتها على المطار بشكل كامل.