وبحسب معد الدراسة، عوزي روبين، الرئيس السابق لمشروع صواريخ (حيتس)، فإن النجاح النسبي والضئيل الذي حققته القبة الحديدية في مواجهة صواريخ فلسطين في قطاع غزة، لا يمكن أن تنسحب على المواجهة القادمة مع حماس وحزب الله، محذراً في الوقت نفسه من أن حالة النشوة التي أصابت المستويين السياسي والأمني في تل أبيب كانت في غير محلها.
وجاء في الدراسة، التي نشرها معهد (بيغن-السادات) أنه في العدوان الأخير 2012 تمكنت حركة الجهاد الإسلامي خلال 12 ساعة من إطلاق 52 صاروخا، أي نحو مائة صاروخ في اليوم.
وزاد أنه كما كان متوقعاً، فإن المنظومة لم تتمكن من الدفاع كليا عن المستوطنات التي قصفت بصواريخ الفلسطينيين، ذلك أنه تم تسجيل خسائر في بئر السبع وأسدود. كما فشلت المنظومة في منع الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية، وللتدليل على ذلك، فإن الدراسة تعطلت لعدة أيام في المدارس، الأمر الذي أجبر الأهل على التوقف عن العمل لحماية أولادهم.
أما في ما يتعلق برد الفعل الإسرائيلي، فقال إنه وصل إلى درجة النشوة العارمة من النجاح، لافتاً إلى أن نتنياهو استغل النجاح وقام بزيارة مع صحافيين إلى إحدى بطاريات القبة الحديدية، ولكن بالمقابل كانت هناك ردود فعل أقل انفعالاً، لا بل كان العديد ممن انتقدوا المنظومة الدفاعية في كيان الاحتلال.
كما أشار إلى اختفاء رأي المنتقدين الذين شددوا على أن ثمن اعتراض الصواريخ الفلسطينية باهظاً للغاية، كما استشهد بتصريح الجنرال مئير إليران، الذي قال إن تمجيد القبة الحديدية من قبل السياسيين وكبار الضباط في الجيش والإعلام أنتج توقعات غير عقلانية تحمل في طياتها الكثير من المشاكل، وأن المنظومة أعطت المستوى السياسي الفرصة للرضا، ولكنها لن تصمد أمام خمسين ألف صاروخ يملكها حزب الله، كما توقع الجنرال نفسه أنه في حال مواجهة شاملة فإن القبة الحديدية ستدافع عن قواعد الجيش ولن تمنح المواطنين الحماية بتاتاً.
وأشار أيضاً إلى أن العديد من المدونات في إسرائيل اتهمت الحكومة بافتعال الجولة الأخيرة لكي تثبت نجاعة القبة الحديدية في محاولة لمساعدة شركة (رفائيل) في تسويقها عالميا، لأن الشركة طرحت في البورصة في نفس الأسبوع سندات بقيمة 500 مليون شيكل.
وخلص إلى القول إن الجولة الأخيرة لم تكن الاستعداد الأخير للمواجهة الكبرى، محذراً من اقتناع السياسيين والمواطنين من ذلك، لافتاً إلى أنه لا توجد ولن توجد أي حكومة إسرائيلية قادرة على اتخاذ قرار باحتلال غزة بسبب التداعيات الإستراتيجية والإقليمية والاقتصادية، كما أن القبة الحديدية لم تطور من أجل المواجهة مع حزب الله أو مع إيران، إنما من أجل الدفاع عن جنوب الكيان (الاراضي المحتلة) فقط، مشدداً على أن عدم التكافؤ في القوى بين الكيان الإسرائيلي وفلسطين يمنح الأولى فرصة للدفاع عن نفسها، وهو الأمر غير الموجود في مواجهة حزب الله وإيران وسوريا.