واعلنت الرئاسة الاوكرانية في بيان اثر مفاوضات جرت في القصر الرئاسي مع المعارضة، ان الرئيس فيكتور يانوكوفيتش عرض على ارسيني ياتسنيوك رئيس حزب المعارضة المسجونة يوليا تيموشنكو منصب رئيس الحكومة، في حين عرض على الملاكم السابق فيتالي كليتشكو منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الانسانية.
وابدى وزير الاقتصاد السابق أرسني ياتسينيوك وهو احد قادة المعارضة، ابدى استعداده لقيادة البلاد في كلمة امام حشود في ميدان الاستقلال في كييف بعد مشاركته في محادثات مع يانوكوفيتش، وقال "نحن مستعدون لتولي هذه المسؤولية والوصول بالبلاد إلى الاتحاد الأوروبي."
لكنه أضاف ان هذا سيقتضي الإفراج عن رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التي سجنت في عام 2011.
لكن كليتشكو بدا متحفظا على العرض المقدم له بحجة عدم تصديقه للحكومة بالرغم من اقراره باستجابة يانكوفيتش لكثير من المطالب، كما شدد على استمرار الحراك الذي تقوم به المعارضة لتنفيذ كافة المطالب.
ويرأس الحكومة الاوكرانية حاليا ميكولا ازاروف وهو حاليا في منتدى دافوس الاقتصادي.
ولم يصدر حتى الان رد فعل من المعارضة على هذا الانفتاح الكبير اثر اسبوع شهد اعمال عنف في العاصمة اوقعت ثلاثة قتلى على الاقل بين المتظاهرين، كما توسعت الاحتجاجات لتشمل مناطق واسعة من البلاد.
وتصاعد التوتر السبت بين الشرطة والمتظاهرين ودعت وزارة الداخلية المعارضة الى مغادرة وسط كييف في حين دعت دول الاتحاد الاوروبي الى الحوار وصدرت ايضا دعوات مماثلة من داخل معسكر الرئيس.
واكدت الرئاسة انه تم الاتفاق مع المعارضة على "ان يغادر المتظاهرون وقوات الامن تدريجيا" ساحة الاستقلال حيث يتمترسون رغم تدني درجة الحرارة السبت الى 20 درجة تحت الصفر.
واضافت الرئاسة على لسان اندريي بورتنوف مستشار الرئيس ان يانوكوفيتش وافق على انشاء مجموعة عمل تكلف "تعديل قانون الاستفتاء وربما عبر هذه الالية سيعرض ادخال تعديلات على الدستور".
وتطالب المعارضة بالعودة الى دستور العام 2004 وهي تسوية وافق عليها فيكتور يوتشنكو المقرب من الغرب الذي فاز خلال الثورة البرتقالية التي جعلت من اوكرانيا جمهورية برلمانية مع رئيس حكومة بصلاحيات واسعة. الا ان الدستور عدل لاحقا وجعل الصلاحيات الاساسية بيد رئيس الدولة.
وتتظاهر المعارضة منذ اكثر من شهرين في وسط كييف العاصمة اثر رفض الرئيس التوقيع على اتفاق مع الاتحاد الاوروبي مفضلا سياسة التقارب من روسيا.
واعلن عدد من قادة المعارضة الاوكرانية مساء السبت امام المتظاهرين في كييف انهم يريدون مواصلة تحركهم الاحتجاجي وذلك بعد الاقتراحات التي قدمها الرئيس فكيتور يانوكوفيتش من اجل حل الازمة.
واكد هؤلاء انهم سيواصلون التحرك حتى تحقيق مطالبهم وعلى رأسها الدعوة الى انتخابات رئاسية اعتبارا من هذا العام وليس العام المقبل كما هو مقرر حاليا.
من جهة اخرى، شن متظاهرون اكرانيون مساء السبت هجوما على مقر للشرطة في وسط كييف بالقرب من ساحة الاستقلال، حيث تجمع حوالى الفي متظاهر على طول "البيت الاوكراني" ونجح بعضهم في الدخول اليه والقوا قنابل يدوية داخل المبنى، ورد رجال الشرطة بالقاء قنابل صوتية.
وتشددت المعارضة الاسبوع الماضي بعد اقرار قوانين جديدة تتيح عقوبات سجن قاسية بحق المتظاهرين.
ووعد يانوكوفيتش الذي استقبل مساء السبت ايضا قيادات الحزب الحاكم، باعادة النظر في هذه القوانين والتفاوض مع المعارضة للتوصل الى "تسوية حول هذه القوانين"، حسب ما اوضحت الرئاسة.
وشكك وزير الداخلية الاوكراني فيتالي زاخارتشنكو السبت في فرص التوصل الى حل سلمي للازمة معتبرا انه "لا جدوى" من محاولات التوصل الى حل سياسي وان المعارضة فقدت السيطرة على المتظاهرين "المتشددين".
وقال الوزير "اتركوا المتشددين (..) واذهبوا الى مكان آمن" موضحا ان شرطيين احتجزا من قبل ناشطي المعارضة قبل الافراج عنهما وعليهما آثار "تعذيب".
وارتفعت السبت الحصيلة الرسمية لمواجهات الاسبوع الى ثلاثة قتلى بعد وفاة رجل في الخامسة والاربعين من عمره في المستشفى. وقال حزب سفوبودا المعارض ان هذا الرجل اصيب بالرصاص في صدره الاربعاء. اما المعارضة فتتحدث عن ستة قتلى.
وفي خارج كييف، نزل آلاف المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة الحكام الذين عينهم الرئيس في معظم مناطق الغرب الناطقة باللغة الاوكرانية والتي تطالب بالانضمام الى اوروبا.
ويتعرض فيكتور يانوكوفيتش ايضا الى ضغط دبلوماسي كثيف من الاتحاد الاوروبي الذي طالب السبت بـ "خطوات ملموسة" للعودة الى الهدوء.