وجاء هذا الاقرار متزامنا مع اتساع المواقف الدولية خلال الايام الاخيرة المؤيدة لمساعي العراق في حملته للقضاء على الارهاب، لاسيما عقب المساندة التي ابدتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، والتي تكللت يوم امس الاول بدعم واضح ابداه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ليختتمها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، الذي اعتبر خلال زيارته بغداد امس، الارهاب بمثابة "عدو دولي مشترك" ينبغي مواجهته بكل السبل، وهو ما ايده رئيس الوزراء نوري المالكي، حينما اشار الى ان ازمات المنطقة، "لا تحل بمعزل عن تسوية الأزمة السورية".
واكد الارهابي ابو بكر البغدادي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بالهزائم التي لحقت بتنظيم "داعش" الارهابي في العراق، مطالباً شيوخ دين سعوديين باصدار فتاوى تدعو لـ "الجهاد" في العراق وانقاذ "داعش" على حد وصفه.
ودعا البغدادي الى زيادة العمليات "الانتحارية" وقتل المنشقين من تنظيمهم الذي بدأ يتداعى نتيجة الهزائم التي الحقتها به القوات العراقية والعشائر الانبارية.
وجاءت زيارة ظريف، لتحقيق هدفين، الاول تأييد المساعي العراقية الرامية الى القضاء على الارهاب، خلال المعركة التي تخوضها القوات العراقية في الانبار، لمطاردة تنظيم "”داعش" الارهابي، وهو الموقف الذي لاقى ترحيبا دوليا واسعا، واثنى على جهود العراق في تلك المعركة، التي اعتبرتها العديد من البلدان، بأنها "معركة دولية يخوضها العراق"، والثاني توحيد المواقف الدولية الداعمة لتسوية الملف السوري خلال مؤتمر جنيف – 2.
وفي الوقت الذي بحث خلاله ظريف مع رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، تداعيات المشهدين الامني والسياسي، فضلا عن ازمة محافظة الانبار، اكد في لقاء جمعه مع وزير الخارجية هوشيار زيباري، ان " جميع دول الجوار لسوريا بدأت تتأثر بالارهاب والعنف ولابد من تسوية سياسية قوية وجدية لذلك الملف".
وتزامنت زيارة وزير الخارجية الايراني، مع التقدم الواضح الذي حققه الجيش العراقي في مطاردته لعصابات داعش في الانبار، مع اتساع حجم التأييد العشائري، الذي ساهم وبشكل كبير في دحر تلك العصابات الارهابية التي عاثت فسادا في عموم انحاء البلاد، وهو الامر الذي ادى الى تكبيد ذلك التنظيم الارهابي خسائر بشرية قدرت بالمئات، في المعركة التي شهدت يوم امس قتل اكثر من 20 ارهابيا، واسر 10 آخرين، فضلا عن الاستيلاء على العديد من الاجهزة والمعدات والسيارات التي استخدمها افراد ذلك التنظيم في استهداف الابرياء من ابناء المحافظة وبقية مدن العراق .