تقرير...خمس بلاد عربية خسرت قطع كثيرة من أراضيها، خسرنا في مصر شبه جزيرة سيناء وغزة، وخسرنا في الأردن الضفة الغربية والغور، خسرنا في لبنان مزارع شبعا، خسرنا في السعودية في مدخل خليج العقبة صنافير وتيران جزيرتان شهيرتان.
الجزيرتان هما (صنافير وتيران) وجزيرة تيران مساحتها 80 كلم مربع، جزيرة صنافير مساحتها 33 كلم مربع.
تيران وصنافر جزيرتان سعوديتان محتلتان منذ سنة 1967 والى اليوم لا تجدان من جانب السلطات السعودية من يطالب بهما أو على الأقل التذكير بهما كأراض يحتلها الإسرائيليون غير أن ناشطين سعوديين يحاولون طرح القضية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المقالات الصحفية .
فيديو 7 مشاهد بدون صوت من 0.41
يوضع النشطاء أن الجزيرتين لهما موقع استراتيجي مهم للغاية بالنسبة للكيان الإسرائيلي لأنهما تحرسان منفذه الوحيد الى البحر الأحمر .هاتان الجزيرتان يقيم بهما الاحتلال في الوقت الحالي محطة كبيرة للانذار المبكر..
الجزيرة الكبرى هي تيران والصغرى هي صنافير ولو وضعت فيها معدات عسكرية لأمكن شل حركة السفن الاسرائيلية عبر ميناء إيلات المحتلة وخليج العقبة تماما.
وقد تدعي السعودية أن تيران وصنافير جزرا مرجانية غير مُهمة ولامأهولةً بالسكان لذلك فهي لا تابه بهما.
لا بل تحاول وبجهد أن تلصق المسؤولية عنهما إلى مصر التي تتنصل وتقول إنهما سعوديتان.
فلماذا تتنكر المملكة السعودية لجزيرتي «صنافير» و«تيران» المحتلتين يتساءل الأستاذ السعودي في جامعة لندن الدکتور فؤاد حداد داعيا الملك عبد الله الى کسر الصمت والتعتيم والتغييب الإعلامي بشأن الجزيرتين السعوديتين المحتلتين من قبل الکيان الصهيوني الغاصب منذ عام 1967.
هل التعتيم هو بسب خوف من الكيان الإسرائيلي أم أن السعودية و الكيان قد أصبحا حليفين في هذه الأيام ضمن الاستراتيجية الاميرکية في المنطقة ، أم أن هناك اتفاقات سرية غير معلنة .
ولقد كنا نتوقع من وفد المملكة العربية السعودية أن يقدم مشروع قرار لتحرير جزر صنافير وتيران السعودية المحتلة من قبل إسرائيل في البحر الأحمر بدلاً من التركيز على التلاعب بمصير اللاجئين الفلسطينيين في سورية وبدلا من التباكي على أسماه دماء الشعب السوري الغالية جداً علينا.
تمني المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري على السعودية المطالبة بجزرها المحتلة هذا جاء ردا على أنباء تحدثت عن تعاون سعودي إسرائيلي لدعم المجموعات المسلحة التي تقاتل ذاعة كيان الاحتلال الإسرائيلي وفي خبر نقلته على أثيرها أكدت أن السعودية اتفقت مع الحكومة الإسرائيلية على تمويل صفقة لشراء أسلحة قديمة من الجيش الإسرائيلي بقيمة 50 مليون دولار. الجيش السوري .
إن هذه الدعوة ليست بجديدة على المجتمع الدولي، المملكة دعت منذ البداية لتسليح المعارضة.
وتقول وثائق أميركية إن السعودية كانت تعهدت للصهاينة قبل احتلال الجزيرتين بإبقائهما خاليتين من السلاح كونهما منفذا تجاريا استراتيجيا هاما للكيان الإسرائيلي نحو آسيا والقارة الإفريقية .
وينبغي القول إنه بعد ان انتهت حرب العام 1967 باحتلال أراض عربية كان من ضمنها جزيرتا صنافر تيران السعوديتان انتهى الحديث عنهما ولم تذكرهما اتفاقية سياسية أو كتاب جغرافيا أو تاريخ أو حتى قاموس لغة .
العودة إليك د. عبدو اللقيس برأيك لماذا يغيب الإعلام السعودي عن هاتين الجزيرتين الاستراتيجيتين، حتى كتب الجغرافيا لا تذكرهما ما السبب برأيك؟
ج: إذا أردنا أن نعرف الحقيقة الأساسية لهذا التغييب المتعمد من قبل الإعلام للعائلة الحاكمة في السعودية والتي استعمرت أرض الحجاز يجب أن نرجع أصلاً إلى تاريخ نشوء هذه العائلة وكيف استعمرت أرض الحجاز بالتوافق مع المستعمر البريطاني في بداية القرن التاسع عشر، حيث أنشأ هذا المستعمر البريطاني كيانين وحركتين أساسيتين هما الأبغض في المنطقة واللتان تعملان على احتلال أقدس أماكن المنطقة للمسلمين في كافة أنحاء العالم وهي القدس المحتلة حينما أنشأت الحركات الصهيونية من شتيرن وهاغانا وغيرها من الحركات الإرهابية، وأنشأت بالمقابل الحركة الوهابية في أرض الحجاز، ومن ثم هاتان الحركتان تكمل إحداهما الأخرى وتدافع إحداهما الأخرى، وقد وجدنا أنه كل تاريخ هاتين الحركتين حينما يقع الكيان الصهيوني في مأزق أساسي نرى الحركة الأخرى الوهابية تعمل على تصعيد التوترات الطائفية والمذهبية في المنطقة حتى تبعد الانقضاض التاريخي على هذا الكيان الصهيوني، وبالتالي فإن سكوت الإعلام ما يسمى العائلة الحاكمة في السعودية المستعمرة لأرض الحجاز عن هاتين الجزيرتين هو إرضاءً للمصلحة الإسرائيلية حيث أن هاتي الجزيرتين تتحكمان بممر البحرين إلى ميناء إيلات الصهيوني الذي هو يعتبر شريان أساسي لهذا الكيان في هذه المنطقة وبالتالي فإن هاتين الجزيرتين لهما ملك أساسي يرجع إلى ارض الحجاز، حتى أن أنور السادات في معاهدة كامب ديفي التي عقدها مع الكيان الصهيوني رفض إدراجهما ضمن الأراضي المصرية المحتلة وقال بالحرف الواحد "دول بتاع السعوديين مش بتعنا" هذه عبارته، وبالتالي فإن هناك توافق مع الكيان الصهيوني لإطفاء ذكرهما عن الساحة الإعلامية كي لا تقال أن هؤلاء هم راضون أو متراضون مع الإسرائيليين عن احتلال الأراضي الخاصة بأرض الحجاز.
س: برأيك د. لماذا لم تتحرك المملكة السعودية لاستعادة أراضيها المحتلة من العدو الإسرائيلي ولو بشكوى عبر مجلس الأمن؟
ج: ما زلنا في هذا الصدد من هذا الحديث إن هؤلاء لا يريدون فتح هذه الأزمة لأنها تضر بمصالح شقيقتهم الكبرى وهي إسرائيل، وبالتالي أي كلام بهذا الاتجاه هو يعرقل السياسة الاستعمارية في المنطقة، وهذا الأمر لا يمكن ان ينسجم مع عقلية هذه العائلة الحاكمة التي تعتبر التوأم الأصلي للحركة الصهيونية في المنطقة وهذا يناقض كل التاريخ لهذه العائلة إذا قامت بشكوى ضد إسرائيل فهي لم تقم بهذا الأمر طيلة فترة حكمها واستعمارها لأرض الحجاز.