وتعد كارثة المياه الملوثة بالنيترات التي تحمل مخاطر صحية على الكبار والصغار واحدة من أسوأ وأخطر الأزمات التي يعاني منها قطاع غزة المحاصر؛ وهي السبب في ارتفاع نسب الفشل الكلوي لسكان القطاع التي تعتبر من أعلى النسب في العالم.
وأوضح الخبير في المياه والموارد الطبيعية أحمد حلس أن ارتفاع نسب هذه المواد سيؤثر على جميع فئات المجتمع بمافيهم أصحاب الأمراض المزمنة وأصحاب مشاكل الكلى والأطفال والذين لديهم مناعة منخفضة والنساء الحوامل وكبار السن وغيرهم من الناس الذين يعدون ضعاف أمام ملوثات المياه المختلفة.
ولقطاع غزة النصيب الأكبر من هذه الأزمة فهو يمضي إلى معدلات أشد خطورة من التلوث ونقص كميات المياه التي تصل إلى البيوت ولايستخدمها الفلسطينيون للشرب ويقولون إنها لا تصلح للاستخدام الآدمي.
وصرح المدير بسلطة المياه بغزة مازن البنا لمراسلنا قائلاً: كشعب فلسطيني محاصر ليست لدينا الموارد المالية المطلوبة لتنفيذ مشاريع ضخمة واستراتيجية مثل تحلية مياه البحر وإنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي والاستفادة من هذه المياه كمصدر للمياه.. وهذا كله بسبب الاحتلال.
وبينما تتفاقم أزمة المياه طردياً مع الزيادة السكانية في قطاع غزة تسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ ثمانية أعوام في زيادة تلوث المياه بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد والأدوات اللازمة لمعالجة تلوث المياه وشحها.
إلى ذلك يواصل الاحتلال سرقة مياه قطاع غزة مانعاً تحويلها إلى مجاري الأودية التي توصل المياه إلى المخزون الجوفي في القطاع؛ بل يحولها إلى الخزانات الجوفية في داخل الكيان الإسرائيلي.
وكشف المهندس في دائرة المياه في بلدية غزة رمزي أهل أن الاحتلال الإسرائيلي قد قام بحفر مالايقل عن 40 إلى 50 بئر مياه عميقة على حدود قطاع غزة "وهذه الآبار تستنزف كميات المياه المفترض أن تأتي إلى قطاع غزة وعبر الخزان الجوفي."
هذا فيما وضع الاحتلال الإسرائيلي سداً في مقدمة وادي غزة ماجعل الوادي مجرى لمياه الصرف الصحي فقط.
وبدأت أزمة المياه العاصفة في قطاع غزة تهدد حياه الفلسطينيين وتشكل تهديداً خطيراً للبيئة؛ وهو مايستدعي تدخلاً سريعاً وعاجلاً ومكثفاً لتفادي وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة المحاصر.
19:53 .09.11 FA