ويضيف الكاتب قائلاً إن "هذا التقييم ربما يتغير، طبعاً. فقد يكون معقولاً أن يؤخذ التدخل بعين الاعتبار، في حال كان هذا ضرورياً من أجل حماية مصالح الأمن القومي الأميركي، أو لمنع نوع من الإبادة الجماعية كالتي حصلت في رواندا".
لكن الكاتب يقول: "في الوقت الحاضر، لا يسود في سوريا أي من الأمرين".
ويتابع قائلاً "إن مسؤولين أميركيين يعتقدون – مع أنهم يقولون إنهم غير متأكدين – بأن النظام قد يكون استخدم أسلحة كيماوية ضد المجموعات المسلحة"، وهذا ما تنفيه دمشق تماماً.
"من الواضح أن الرئيس أوباما ليس متحمساً لخوض حرب اخرى في منطقة الشرق الأوسط.
"والنقاد الذين يحثونه على فعل شيئ – أي شيئ - لتخفيف المعاناة، يجب عليهم أن يكونوا واضحين في ما يفكرون أنه يتعين على أوباما القيام به".
"إذ ان التلال والوديان والمدن القديمة في سوريا لا يجمعها إلا القليل من القواسم المشتركة مع الصحراء الفارغة في ليبيا، حيث كان الاستخدام المحدود للقوة الجوية الأميركية دعماً لقوات التحالف، كافياً لقلب الموازين ضد القذافي".
ويتابع كاتب الواشنطن بوست أن "سوريا مدججة بالسلاح وحكومتها الراسخة بقوة لطالما لقيت دعماً من قوى، مثل روسيا والجمهورية الإسلامية في إيران.. لقد تم إضعاف النظام، لكنه أبعد ما يكون عن الهزيمة".
ويضيف"أن السياسة الأميركية الرسمية تدعو إلى رحيل الرئيس الأسد. لكن إذا كان ما يسمى الربيع العربي قد علّم العالم شيئاً، فهو أنه عندما تتغير الأنظمة، من المهم جداً معرفة من سيخلفها".
"وفي حالة سوريا، التي تقع عند تقاطع استراتيجي في جزء من العالم يزداد خطراً، يصبح الحديث عمن سيخلف النظام أمراً بالغ الأهمية".
ويشير إلى"أن المسؤولين في الأردن المجاور لسوريا، ينتابهم القلق من أن المجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة قد تسيطر على السلطة على الأقل في أجزاء من سوريا".
"والملك الأردني عبدالله، عندما زار واشنطن الأسبوع الماضي، حذر من شرذمة المجتمع السوري، بما ينطوي على صعود للمنظمات الإرهابية المسلحة".
ثم ينتهي الكاتب إلى القول "إن ما يجري في سوريا يدمي القلب، لكن أفضل ما يمكن للولايات المتحدة القيام به الآن، هو البقاء خارج هذا الصراع".