وفي هذا السياق، كتبت الصحيفة تقول إن "رفض الرئيس باراك اوباما توضيح أسلوبه في استخدام الطائرات الآلية لقتل (من تعتبرهم الإدارة الأميركية) إرهابيين، أدخلت القتال الحربي الأميركي في عالم غريب من الخيال العلمي".
"ويمكن لأوباما برهنة ادعائه بأن إدارته هي أكثر الإدارات شفافية في تاريخ الولايات المتحدة، وذلك من خلال الامتناع عن مزاولة هذا السلوك السرّي".
وتعتبر الصحيفة أنه "تحت أي تعريف، لا يمت هذا الوضع إلى الشفافية بصلة. إذ ان أقرب ما جرى تقديمه للجمهور لتبرير الإدارة اعتمادها غارات الطائرات الآلية، كان تسريباً لمذكرة داخلية في وزارة العدل،"
"وفيها جدال بأن الهجمات على الأميركيين مصرح بها عندما تعتبر جهة رسمية عليمة ورفيعة المستوى أن شخصاً ما يشكل تهديداً وشيكاً بهجوم عنيف على الولايات المتحدة،"
وتضيف الصحيفة "أن التأكيد مجدداً على هذا النحو يشكل ارتياحاً صغيراً لدى أولئك الذين يأخذون الدستور على محمل الجد، وأولئك الناجين من الأبرياء الذين قتلوا عن طريق الخطأ في مناطق داخل باكستان وأفغانستان".
"إذ تشير تقديرات مكتب الصحافة الاستقصائية إلى أنه حتى مارس/ آذار، تسببت ضربات الطائرات الأميركية الآلية في الخارج بمقتل ما يصل إلى 3581 شخصاً،"
"بما في ذلك القيادي في تنظيم القاعدة أنور العولقي وابنه. لكن ما يقرب من 200 بين هؤلاء كانوا أطفالاً".
وتتابع الصحيفة أن "وكالة الاستخبارات المركزية من المرجح أن تكون وراء تحفظ الإدارة عن مناقشة البرنامج، علماً أن من يشارك في تنفيذ عمليات الطائرات من دون طيار، هي وكالة الاستخبارات المركزية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة في البنتاغون
وترى الصحيفة أنه "بمشاركة السي.آي.ايه في عمليات الطائرات الآلية، تسمح الإدارة للوكالة بأن تبتعد خارج حدود مهمتها التقليدية والتي تقضي بجمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها".
"إذ ان عمليات السي.آي.ايه هي سرية من حيث التعريف، وللحكومة تقليد طويل في رفض التعليق عليها".
"ولإزالة التشويش، ينبغي على الرئيس أوباما أن ينقل سلطة تخطيط وتنفيذ الهجمات التي لا علاقة لها بعمليات البنتاغون على أرض المعركة".
ثم تنتهي الصحيفة إلى القول "إن الأميركيين من حقهم الحصول على تطمينات بألا تنتهك عمليات الطائرات الآلية الدستور تحت شعار الأمن الوطني. كما ينبغي على الرئيس توفير الشفافية كما وعد".