وهنا سوف نتوقف عند بعض النقاط التي وردت في هذا التصريح:
1 ـ ما هي صورة البحرين لدى الرأي العام وما هي مهمة الاعلام في نقل هذه الصورة؟
2 ـ ان هذه القناة ـ العالم ـ لم تتوقف يوماً عن الاساءة الى البحرين.
3 ـ تعامل قناة العالم مع حزب الله ، رائد المقاومة الاسلامية في لبنان.
4 ـ وفي النهاية ماذا يعني "البحرين"؟! السلطة؟ ام الشعب الثائر المطالب بحقوقه والمقموع من قبل القوى الامنية وحلفاء السلطة المحتلين لتراب البحرين؟
ففيما يتعلق بصورة البحرين، نسأل معالي الوزيرة المتنكرة لتاريخ شعبها والموالية للاقلية المحتلة لبلاد البحرين ومقدراتها: كم هو عدد الثوار والمحتجين المطالبين بتغيير النظام وماهي مساحة صورتهم في اعلام المملكة الرسمي وحلفاءها الاقليميين والداعمين الدوليين؟ ولماذا لا تتولى الاجهزة التابعة لوزارتها تغطية مطالبات الجماهير البحرينية التي لم تأت بفرية ولا بدعة في عصر الربيع العربي والديمقراطية وسيادة الشعب؟! ألا يحق لمئات الالوف من الناس أن يغيروا حاكما تربع على مسند رئاسة الوزراء لاكثر من 40 سنة! وآخر انقلب على ابيه ولم يرع له الا ولا ذمة؟ حتى وصل به الامر الى دعوة قوات بلد آخر والمرتزقة البعثيين من ايتام صدام والغرباء لاحتلال البلاد وسحب الجنسية من ابناءها الاصليين؟! لماذا يحرم الملك مئات الالوف من الشعب مما احله لنفسه عندما اقصى ابيه؟!
ولماذا يصفق البعض لشراذم جمعت من اصقاع الارض مدعومين بالمال والسلاح والاعلام في بلدان اخرى ولا ينظر احد الى اطفال البحرين وهم يقتلون بالغازات السامة على يد قوات الامن والمحتلين السعوديين ؟! لماذا يهتز العالم للأسلحة الكيماوية السورية وهي رابظة في مواقعها خوفا على أمن تل أبيب ولايحرك هذا العالم أي ساكن ازاء قتل الاطفال والعجائز والشيوخ بالاسلحة الكيمياوية في البحرين . ألأن البحرانيين لابواكي لهم ؟! وماذا فعلت قناة العالم لكي تستشيط الوزيرة رجب منها . ألأنها قدمت صورة حقيقية عن ما يجري من قتل وقمع واستبداد . هذا شرف تضعه العالم على صدرها ووسام تفتخر به الى جانب الأوسمة والنياشين الأخرى التي تقلدتها في دعمها للثورة في مصر وتونس وليبيا واليمن والمقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق و...الخ.
أما عدم التوقف عن إساءة البحرين فيكفي العودة الى تقرير بسيوني الذي رعته السلطة البحرينية واعترافه بعدم تدخل ايران (ويشمل جميع اجهزتها ومنها الاعلامية) في الشأن البحريني ، ولعل رجب تعلم أكثر من غيرها،ـ لو كانت ايران تتدخل في الشأن البحريني لما تمادى نظامها الى هذا الحد في استبداده . بالعكس نرى ايران مطالبة – من وجهة نظرنا- أن تفعل شيئا لنصرة المظلومين في البحرين لأن من ثوابت السياسة الخارجية الايرانية بعد الثورة هو نصرة المظلومين وكما فعلت ذلك في فلسطين ومصر وتونس وغيرها من قبل والى اليوم.
وبالنسبة الى تعامل قناة العالم مع حزب الله شرف الأمة ومجدد أمجادها الذي أخرج كيان الاحتلال الصهيوني صاغراً من ارض لبنان العربية الحبيبة في ملحمة التحرير عام 2000 والذي كسر شوكته في حرب تموز 2006 حسب اعتراف الصهاينة انفسهم، فهذا ليس سراً اكتشفته الوزيرة رجب، بل هو الحقيقة التي يعرفها العدو قبل الصديق، لكنها من خلال التأكيد على حزب الله تريد ان تستعطف حلفاء نظامها من آل سعود والصهاينة والاميركان الذين يوجهون النظام في البحرين والذين يعتبرون حزب الله منظمة ارهابية (الصهاينة والاميركان) لانه يشكل تحدياً لطموحاتهم ومشاريعهم في المنطقة. وللأسف تتنزل "معالي" الوزيرة الوزيرة رجب بنفسها في هذا المضمار الى مستوى متدربة اعلامية لدى سادة البيت الابيض والكنيست الذين سبقوها وسبقوا نظامها في اتهام الحزب المذكور بالارهاب.
وفي النهاية تتحدث الوزيرة رجب عن البحرين ونحن نسأل: أي بحرين تقصدين يا معالي الوزيرة؟! بحرين الارض؟ ام بحرين الشعب؟ ام بحرين السلطة؟
فهذه الارض كانت ومازالت جارة عزيزة على ايران الثورة رغم تفاصيل التاريخ التي تعرفينها وتخافين منها. وشعب البحرين من أقرب الشعوب في منطقة الخليج الفارسي قربا وحبا للشعب الايراني لاعتبارات عديدة تستطيعين أن تسألي من هم أكبر سنا في العائلة عنها ! أما البحرين السلطة ، فهي نعم لانتفق معها ولانراها شرعية والسبب هو أن شعب البحرين يرفضها وان قبل بها مجموعة من النفعيين . وهؤلاء كما تعلمين ويعلم الجميع قبائل غازية جاءت للبحرين قبل 250 سنة فقط كما يعترف هم . وتسلطوا على أهله بقوة السيف وتحالفهم مع الاجانب من بريطانيين وأميركان.
ولعلكي هنا تقعين في نفس الخطأ الذي وقعت فيه سابقا عندما تراقصت على جراح العراقيين والكويتيين في مديحك لصدام حسين الذي اختزل العراق أيضا – كما يختزل آل خليفة البحرين اليوم – في شخصه.
هذا هو قدرك ولن تكوني أفضل من ذلك ، تتراقصين على اوتار الدكتاتورية وتغنين للمستبدين وتبكين عليهم حينما ينتهون. أرجو أن لا يكون بكاءك على صدام حسين هو البكاء الاخير. فهناك بكاء أطول ويوم أسود بانتظارك . وما ذلك على الله بعزيز.
بقلم :علاء الرضائي