هكذا وبمجرد مكالمة هاتفية انتهى الامر وحصل الاعتذار العالق منذ ثلاث سنوات والذي تسبب بأزمة غير مسبوقة في العلاقات التاريخية بين تركيا والكيان الاسرائيلي على اثر قيام جنود اسرائيليون بقتل تسعة اتراك كانوا على متن سفينة مرمرة المتجهة الى غزة اعتذار نتنياهو لم يكن مفاجئاً لكثير من المراقبين لتقاطع المصالح التركية الاسرائيلية و لرغبة واشنطن في بقاء الود بين حلفائها في المنطقة.
ويرى هؤلاء المراقبين ان الوقائع تؤكد عدم انقطاع العلاقات كلياً خلال الازمة بين الطرفين بل شهدت خلال ذلك تطورات في جوانب منها شكلت دفعاً جديداً .فقد سجل حجم التبادل التجاري بين الطرفين خلال عام 2011 ارتفاعاً ملفتاً حيث سجلت الصادرات التركية ارتفاعاً بلغ20%، في المقابل ارتفعت الصادرات "الإسرائيلية خلال العام نفسه إلى 40%، وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما الطرفين 4 مليار دولار، وهو ارتفاع لم يشهد له مثيل في السنوات الخمس الماضية بالرغم من الأزمة السياسية الظاهرة. كما اعلنت القناة الثانية الإسرائيلية أن رحلات الطيران التي تخرج من تل أبيب متجه لأنقرة زادت حتى بلغت نحو 55 رحلة أسبوعيًّا، فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن كيان الاحتلال زود تركيا قبيل الاعتذار بأنظمة قتالية إلكترونية متطورة تحسن بشكل ملحوظ قدرات طائرات الإنذار التابعة لسلاح الجو التركى.