الموقعون من المسلمين السنة والشيعة، ومن الليبراليين، ومن سجناء الرأي السابقين تفاءلوا بما قيل وقتها ن «ربيع الرياض» قد بدأ، وإن السعودية في طريقها لصياغة عقد اجتماعي جديد. جرعة التفاؤل ما لبثت ان تلاشت بعد لقاءات حوارية غير منتجة كانت عاجزة عن ملامسة قضايا خلافية مثل كتابة دستور للبلاد أو إصلاح مؤسسات الحكم، او حتى الحديث عن إلغاء التداخل العضوي بين العائلة الحاكمة والدولة.
النسخة الجديدة من مطالبات الاصلاح انتقلت الى الشارع الذي رفع سقف مطالبه التغييرية لا سيما خلال العامين المنصرمين وسط تزايد يومي للاحتجاجات والمسيرات الغاضبة اعتراضا على وضع الآلاف من ابناء البلاد في غياهب السجون منذ سنوات طويلة بلغت احيانا من عشرة الى عشرين عاما ودون محاكمة.
بيئة الشارع السعودي ونخبه الفكرية بدت شديدة التأثر بثورات الصحوة الاسلامية وقد تجلى ذلك واضحاً الذي رفعه علماء ومثقفون سعوديون إلى الملك عبد الله، وجاء فيه: إن الثورات التى بدأها الشباب وانضم لهم الشعب بكل فئاته ومكوناته فى كل من تونس ومصر وليبيا وغيرها لتؤذن بأن القائمين على الأمر فى البلاد العربية ما لم يستمعوا لصوت الشباب وتطلعاتهم ويصغوا لمطالب شعوبهم فى الإصلاح والحرية ورفع الظلم ، فإن الأمور مرشحة لأن تؤول إلى عواقب وخيمة. فما الآتي الى بلاد الحرمين؟