وَبَعْدَ سِتَّةِ عُقُودٍ وَنَيِّفٍ على زَرْعِ الكِيَانِ الصِهيوني في قَلْبِ العَالَمِ العَرَبِي وَالإسلامي، فَشِلَ الكِيَانُ وَرُعَاتُهُ في تأمينِ استقرارهِ بفِعْلِ المُقاومةِ الشَعبيَّة على الرَغْمِ مِنْ تَعَدّدِ المُؤَامَرَاتِ الدَاخليَّة والخَارجيَّة عليها.
وجاءَ استشهادُ الأسير مَيسرة أبو حمدية البَالِغِ مِنَ العُمر أربعةً وسِتِّينَ عَاما مُكبَّلاً في سِجْنِهِ جَرَّاءَ مَنْعِ سُلُطَاتِ الإحتلال عِلاجَهُ مِنَ الإصَابَةِ بمَرَضِ السَرطانِ لِيُفَجِّرَ تَظَاهُرَاتٍ صَاخِبَةً شَملتِ الضِفَّةَ الغَربيَّةَ وَقِطاعَ غَزَّة، زاد في أُوَارِها مُشَارَكَةُ عَشَرَاتِ آلافِ الفِلَسطينيِّينَ في تَشييعِ الشّهيد ظُهرَ الخَميس في مدينةِ الخليل مَا يُنْبِىءُ بتَفَجّرِ انتفاضةٍ فِلَسطينيَّةٍ ثَالِثَة.
يُضَافُ إلى ذلك ما أعْلَنَهُ مَسؤولونَ في القِطاع الطِبِّي الفِلَسطيني يَوْمَ الخميس أيضاً مِنْ أنَّ جُنوداً إسرائيليِّين قَتَلُوا بالرَّصاصِ اثنين مِنَ الشُبَّانِ الفِلَسطينيِّين هُما الفتى عامر نصار والشاب ناجي بالبيسي في الضِفَّةِ الغربيَّةِ المُحتلة بَعْدَ ثلاثةِ أيَّامٍ مِنَ المُوَاجَهَات.
وقد زَعَمَ جَيشُ الإحتلال أنَّ جُنودَهُ أطْلَقُوا النارَ على الشَّهِيْدَين لأنَّهُما كانَا يُلْقِيَانِ قَنَابِلَ حَارِقَةً ليلَ الأربعاء عندَ حَاجز عناب العَسكري شرقَ مدينةِ طولكرم شَمَاليَّ الضِفّة الغَربيَّة.
تَصَاعُدُ تَظَاهُرَاتِ الرَفْضِ الفِلَسطيني يَسْبِقُ بأيَّامٍ المَوْعِدَ المُقَرَّرَ لِزِيَارَةِ وَزيرِ الخارجيَّةِ الأميركي جون كيري لإجْرَاءِ مُحَادَثَاتٍ مَعَ مَسؤولِينَ صَهَاينةٍ وَفِلَسطينيِّين على أمَلِ إحْيَاءِ مُفَاوَضَاتِ التَسويةِ التي انْهَارَتْ عَامَ ألفين وَعَشَرَة.
فهل نَضِجَتْ ظُروفُ تَفَجّرِ انتفاضةٍ ثَالِثَةٍ في فِلَسطينَ المُحتلة؟