وقال الشيخ قاسم اليوم في خطبة صلاة الجمعة بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز: "ما دعت له السلطة المعارضة كان بإسم الحوار، أما ما كشف عنه التخطيط والبرمجة وما يعيشه الطرف الرسمي والموالاة من جهة والمعارضة من جهة أخرى، تحت العنوان نفسه فواقعه الصراع".
وشدد على ان جميع فئات الشعب البحريني تصر على الحل لجدي المنقذ من الازمة بحق وعلى استرداد الحقوق والتمتع بالحرية والعزة والكرامة، مشيرا الى ان الكل يستذوق المحنة على مرارتها من أجل هذا الهدف.
واضاف: "ننادي بالإبقاء على الحوار، ولكن بأن يكون للإصلاح وإنقاذ الوضع، والخروج بالوطن من الأزمة، وإنصاف الشعب والاعتراف بحقوقه"، مشيرا الى انه لا يرى وجه لعرقلة الحوار بسبب الاختلاف حول قضيتي تمثيل الحكم في الحوار وأن تكون الموافقة على نتائجه النهائية عن طريق الاستفتاء الشعبي.
واشار الشيخ قاسم الى ان المواقف داخل ما يسمى بالحوار تزداد فيها درجة التشنج وتتصاعد الاتهامات ويقوى التخندق يقوى، معتبرا ان ذلك يلهب الاجواء ويقضي على فرص اللقا والحل.
واوضح ان عدم التخطيط للحوار وبرمجته يكشف ان الدعوة للحوار اريد منها ظاهرها وان يتحول واقعها الى صراع مدمر ومرير، مدللا على ذلك بان يقال أن الشعب مصدر السلطات ثم لا يعترف له بحق الاستفتاء، وان يكون الحكم هو الطرف الثاني الأصيل في الحوار ورغم ذلك يرفض بشكل قاطع المشاركة.
واستنكر الشيخ قاسم اختصار مطالب الشعب البحريني الذي يواصل فعاليات ثورته التي اندلعت منذ عامين في تحسين الرواتب ومسألة الاسكان.
واعتبر انه من الظلم البين الفاحش للوطن وأهله أن يسعى ساع لتخريب الحوار، ووضع العصا في عجلته تبعيدا للحل واضرارا بالوطن، وأشد ظلما لهذه الأرض وإنسانها وحاضرها ومستقبلها أن يستهدف للحوار أن يكون لإقرار الظلم وتكريسه، وإضفاء الشرعية عليه وإبقاء الوضع السياسي على فساده وافرازاته القاتلة على ما هي من سوء وقتامة.
وشدد الشيخ قاسم على ان رفض الاستفتاء وهو حق للشعب باعتباره مصدر للسلطات خروج على مقاييس الحق والعدل، واكد على ان الشعب سيرفض نتائج الحوار اذا كانت غير مرضية له سواء استفتي عليها ام لم يستفتى.
وتابع: "أن الجمعيات المعارضة والتي تشترك في الحوار لن تسمح لنفسها أن تعطي موافقتها على نتائج تعرف مسبقا أنها مرفوضة من الشعب، فما جدوى الحوار عند ذلك"، مؤكدا ان الصحيح لخير الوطن وخير أهله أن يأخذ الحوار مجراه بلا عرقلات متعمدة كالوقوف في وجه تمثيل الحكم والاستفتاء الشعبي وأن ينتهي إلى النتائج المرضية شعبيا.
واكد عالم الدين البحريني ان الشعب البحريني لن يتراجع عن تحقيق مطالبه خاصة بعد التضحيات التي قدمها والخسائر الفادحة التي تكبدها، كما انه لن يقتنع بما لا يرى فيه الخروج من مأساته وحل مشكلته، وإنهاء معاناته، وبما لا يؤمن مستقبله ويحفظ مكانته.