تقرير...تقاذف التصريحات الفرنسية حول دعم قطر للمجموعات الإرهابية في مالي وغيرها من البلدان لم يأتي من باب الصدفة، وحسب معلومات مصدرها قيادة الاستخبارات العسكرية الفرنسية فإن أمير قطر قدم مساعدة مالية للحركات المسلحة التي سيطرة على شمال مالي، وأشارت المعلومات إلى وصول عناصر من الهلال الأحمر القطري إلى مالي عن طريق النيجر وبحماية حركات متشددة وتؤكد المعلومات أن هذا التواجد بغطاء إنساني يشابه تماماً ما فعلته قطر عندما أرسلت قوات خاصة لتدريب المعارضة الليبية وهذا ما ستفعله في مالي.
إريك دينيسي رئيس المركز الفرنسي المكلف البحوث في مجال الاستخبارات أكد أن قطر اعتادت لعب أدوار كثيرة في دعم الجماعات المتطرفة في ليبيا وسورية.
وقالت مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينية إن قطر غير راضية عن التدخل العسكري الفرنسي في مالي لأنه يهدف إلى دحر المتطرفين الموالين لها في كل أنحاء العالم.
ويقول مهدي لزار في مقال نشرته أسبوعية الإكسبريس إن قطر تسعى إلى رفع مستوى تأثيرها الاستراتيجي في دول غرب إفريقيا ودول الساحل وتريد منافسة السعودية في العالم الإسلامي.
أما صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية فرأت أن أمير قطر وحكومته متهمان بتمويل الجهاديين في سورية ومالي.
ونقلت تصريحات لدبلوماسي بريطاني عبر فيها عن غضب بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة من توجه السياسة القطرية وتتعامل باريس في عهد الرئيس هولاند مع قطر على أنها عابث داخلي وخارجي يغازل إسلاميي فرنسا في ضواحي العاصمة مثلما يمول الإسلاميين المتشددين في منطقة الساحل والصحراء.
ويقول كاتب عربي إن شيئا ما يوترُ علاقات فرنسا فرنسوا هولاند بإمارة قطر هذه الأيام. الأمرُ خرج من كواليس الدبلوماسية ومن همهمات المراقبين، وبات علنياً تُفصح عنه الصحافة ويتمُّ تداوله جهاراً على ألسنة السياسيين.
وفيما تتهم أوساط فرنسية قطر بنشر "اسلامييها" تمهيدا لتثبيت حصة كبرى لها في ثروات المنطقة الواعدة، يرى المراقبون أن حزم التحرك الفرنسي في مالي، بدعم جزائري نادر، قلب الامور رأسا على عقب وأخرج العامل القطري من المعادلة.
هناك من يذهب إلى الحديث عن حالة حرب عسكرية مقنّعة بين باريس والدوحة. ذلك أن القوات الفرنسية عملياً، ووفق ما سبق، كانت تقاتل "الجماعات" القطرية في مالي.
وتحت عنوان قطر تمول التيار الوهابي في أوروبا كتبت euro press إن وراء هذا الدعم تقوية العمود الفقري للجماعات الإسلامية الوهابية ونشر الأيديولجية الدينية الخاصة بها داخل فرنسا.
ورأت أن أمير قطر الذي يظهر بصورة المؤيد للحداثة والإصلاحات التي تنسجم مع الفكر الغربي لم يخف رغبته في نشر الإسلام الوهابي في جميع أنحاء العالم ولا سيما فرنسا .
وهو يمد الوهابيين وفصائل إسلامية أخرى في سورية بالسلاح لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد .
هذه هي الحقيقة، أمير قطر أداة للموساد والسي أي إيه وخائن للعرب والسلام، هذا بالضبط ما وصفت به الكاتبة والشاعرة الفرنسية أدريانا إيفنجيلست أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني. وزادت على ذلك بأن خيانته مزدوجة لأنه أولاً خائن للعرب الذي يدّعي أنه ينتمي إليهم ومن ثم خائن لكل أولائك الذين يحلمون بعالم السلام، وما أفعاله بدفع أموالٍ لقصف ليبيا بطيران النيتو ، ومن ثم دفع أموالٍ لإرسال مسلحين والسلاح بهدف دعم المجموعات المسلحة في سوريا إلا دليل على ذلك.
ولم تستغرب الكاتبة الفرنسية هذه الأفعال من شخص يزور إسرائيل بشكل سري للتنسيق مع الصهاينة.
وعليه فإن التساؤل يعلو بعد الصرخة الفرنسية بوجه قطر, هل ينتهي شهر العسل بين فرنسا وقطر؟
بل وهل يتغير الشكل أم المضمون أيضا .
هذه الأسئلة وكثيرة غيرها تزدحم في الوسطين السياسي والإعلامي في فرنسا لتعطي انطباعا عن انزعاج من التنسيق الحكومي الفرنسي مع قطر في التدخل بأزمات في الدول العربية والإسلامية ومنها سورية وقد وصل الانزعاج إلى حد القلق من طبيعة الاستثمارات القطرية في فرنسا والتي وصل إلى حد الادلاء بتصريحات اتهام الدوحة بدعم الإرهاب في فرنسا تحت مظلة المشاريع السياحية والصناعية .
تقرير...هذه التصريحات أعقبت هبّة فرنسية وصلت حد خروج الفرنسيين بتظاهرات رفعوا خلالها شعارات تقول إن باريس لن تكون قطرية بعد تكشف نشاط هذه المشيخة بالاستثمار وشراء القصور الفارهة في باريس وعلى شواطئ البحر المتوسط.
قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تفتح بخبر حصري يثير الجدل حول صندوق الاستثمار القطري في فرنسا، صندوق وافقت عليه الحكومة الفرنسية والذي يقضي بتمويل قطري تبلغ قيمته 50 مليون يورو لدعم مشاريع اقتصادية في الضواحي الفرنسية، الصحيفة تتخوف من دوافع قطر الفعلية وراء هذا الأمر وتنتقد تقصير الحكومة الفرنسية تجاه مواطنيها.
الضيق الفرنسي من قطر بدأ يظهر من خلال ما كُشف عنه من تمويلات قطرية ضخمة تُعد لتمويل مؤسسات ومشاريع في ضواحي باريس ومدن أخرى ذات الأغلبية المسلمة، وهي مناطق فجرت اضطرابات كبرى قضّت مضجع البلاد قبل سنوات على نحو أثار أسئلة حول ما ترومه الدوحة من خلال استثماراتها الاجتماعية في تلك المناطق، لا سيما وانها تدعمُ أسلمةً مفترضة تخشاها فرنسا وتُحذّر منها أجهزة الأمن لديها.
اتفاقات وصفقات عديدة وقعت بين قطر وفرنسا في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، اتفاقات تثير قلق البعض، كما أن قطر تشتري عتاداً عسكرياً من فرنسا ووجود محور قطري فرنسي يساعد على كسب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، قطر بدورها قامت باستثمارات كبيرة في فرنسا هي استحوذت على حصة في شركة توتال وفي نادي باري سانجرمان وفريق كرة اليد الباريسي أيضاًَ، هذا عدا عن استثمارات في قطاع الصناعات الثقيلة والبناء كما هي الحال مع لاغاردير وبنسي، كما استطاعت قطر شراء الفنادق الفخمة في باريس وكان مثل الكارلتون الذي كلف 250 مليون يورو، لكن المباني الفخمة ليست وحدها ما أثار اهتمام المستثمر القطري، خطة الاستثمار في الضواحي الباريسية التي تبلغ قيمتها 50 مليون يورو أثارت جدلاً قم جمدت، أما سياسياً فإن التقارب كبير بين البلدين والبعض يذهب إلى حد القول بأن القطري الحليف الأفضل لفرنسا في الشرق الأوسط، والاتفاق واضح على الكثير من الملفات كما هي الحال مع الملف السوري. قطر مستمرة في نهج القوة الناعمة، وهي بنت علاقاتها على مدى سنوات مع أفرقاء من اليمين واليسار الفرنسي في آن، فهل يستمر شهر العسل.
وهل بات الزواج بين قطر وفرنسا مستحيلاً؟؟؟