وخلال استقباله وفدا إيرانيا كبيرا ضم أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة الشيخ محسن الأراكي، وعددا من أعضاء التجمّع، يرافقهم السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي، أكد السيد فضل الله أنّ "المسلمين يواجهون تحدّياً خطيراً على مستوى المنطقة كلّها، يتمثّل في سعي المحاور الدولية لإشاعة الفوضى في واقعهم، وتجزئة الواقع الإسلامي والعربي، ونشر ثقافة التباعد بين أتباع هذا المذهب أو ذاك".
ورأى السيد فضل الله أنّ "المحاور الدولية تحاول أن تفرض الخيار على المسلمين بين الفتنة الدامية والتنازل عن حقوقهم المتصلة بالمسألة الفلسطينية، أو ما يملكونه من ثروات ومواقع استراتيجية"، مشيراً إلى أنّ "هذه المحاور لم تكن لتتجرّأ على ذلك لولا حال الانقسام والتشتّت التي تعيشها الدّول والمجموعات، وحتى الحركات الإسلاميّة".
ودان السيد فضل الله "التّفجيرات المتنقّلة في أكثر من بلد عربي وإسلامي، وآخرها ما حصل في باكستان في كراتشي"، مشيراً إلى أنّ "الوظيفة الأساسيّة لهذه التفجيرات تتمثّل في إبعاد المسلمين عن بعضهم البعض، وخلق فجوة دائمة فيما بينهم، حتى يتحوّل الواقع الإسلامي إلى واقع مجزّأ ومقسّم، وليرتاح العدوّ أكثر وتزداد مشاكلنا أكثر".
ودعا السيد فضل الله علماء المسلمين من السنّة والشيعة، الى "التصدّي لهذه التفجيرات الوحشية عبر إدانتها بالموقف الشّرعيّ الواضح والحاسم، والعمل لكشف أهداف هذا المخطّط الجهنّمي الّذي يُراد من خلاله إغراق ساحاتنا الإسلاميّة بالمآسي والآلام والحساسيّات المتجذّرة".
من جهته، شدد الشيخ أراكي على أن "العمل للوحدة الإسلاميَّة ولتوحيد صفوف المسلمين، يمثّل أولويّة كبرى في ايران"، لافتا الى ان "سعي إيران سيتواصل على جميع المستويات لحفظ الأمّة الإسلاميّة، ومواجهة كلّ محاولات إثارة الفتنة بين المسلمين السنّة والشّيعة"، مؤكِّداً "الانفتاح على أي مبادرة من شأنها حماية المسلمين في بلادهم، وتوحيد صفوفهم في مواجهة أعدائهم، وخصوصاً العدوّ الصّهيونيّ".