بالخرائط والوثائق...

الاحتلال ينفذ مخططا عدائيا في ساحة البراق بالقدس

الاحتلال ينفذ مخططا عدائيا في ساحة البراق بالقدس
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣ - ١٠:١٦ بتوقيت غرينتش

نظمت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أمس الأحد مؤتمراً صحفياً، كشفت خلاله بالخرائط والوثائق مخططا اسرائيليا جديدا ينوي الاحتلال تنفيذه عند باب المغاربة باستحداث كنيس يهودي ضخم ومركز شرطة متقدم إلى جانب العديد من المشاريع الاستيطانية، وذلك بعد أن هدمت جرافات الاحتلال واجهات لمبان تاريخية عريقة في المكان المذكور.

وشارك في المؤتمر الصحفي كل من الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، والشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، إلى جانب الأستاذ محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، والمهندس أمير خطيب – مدير "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث ".
وقال الشيخ صلاح إن المؤتمر يأتي في مرحلة عصيبة يمر بها المسجد الأقصى المبارك بـ"جنون البقر" مشيراً إلى أن الاحتلال يشن حملة من الاعتداءات المتواصلة ليل نهار على القدس والأقصى المبارك وعلى الإنسان بشكل خاص.
وقال الشيخ صلاح: "إن اسم هذا المشروع هو احتلالي مرفوض سلفاً، يسمونه مشروع "بيت شتراوس" لأن المبنى الذي سيقوم على آثاره هذا المشروع تمت مصادرته بعد سقوط المسجد الأقصى تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي عام 1967".
وأكد أن ساحة البراق هي وقف إسلامي وجزء من التاريخ الإسلامي العربي الذي يمتد من العهد الأيوبي ثم المملوكي والعثماني، ويعني أنه حق لكل مسلم.
وحذر الشيخ أن يتم ربط مبنى ما يسمى شتراوس مع المسجد الأقصى ويصبح كأنه امتداد لساحات المسجد الأقصى الداخلية، ويتم ربط الطابق الأرضي مع شبكة الأنفاق الموجودة تحت المسجد الأقصى.
وأعلن الشيخ صلاح أنه ستقام خيمة اعتصام أيام الخميس والجمعة والسبت من نهاية الأسبوع الجاري بالقدس، تواصلاً مع أهلنا بالقدس حيال كل ما يتعرضون له من ويلات.
ودعا الشيخ صلاح الأمة الإسلامية إلى الانتباه لجرائم الاحتلال التي تستهدف صلب المسجد الأقصى خاصة المشروع الجديد الذي يعرف "ببيت شتراوس"، المقام على أرض وقفية في باب المغاربة، وتبلغ كلفته 20 مليون دولار.
وحذر من تركيز الاحتلال على بناء مركز شرطة متقدم ونقاط مراقبة عند حي المغاربة، معتبراً ذلك بمثابة إعلان حرب على المسجد الأقصى المبارك مشيراً بذلك إلى البروتوكولات والوثائق التي وضعها الاحتلال.
وفي بداية المؤتمر كانت كلمة للشيخ عكرمة صبري التي قال فيها "إن الاعتداء على الوقف الإسلامي في باب المغاربة هو اعتداء على الأقصى والمسلمين، لأن الوقف هو لكل المسلمين وأن الهدم الأخير في ساحة البراق هو اعتداء على الآثار الإسلامية وهو طمس لها، وهو أدى إلى زوال وتدمير آثار كبيرة للمسلمين وأيضاً هو اعتداء على حق من حقوق المسلمين".
وتابع الشيخ صبري "لا يوجد آثار لليهود في هذه المنطقة لذلك سيعمل الاحتلال جاهداً على إظهار كنيس له ومبان تخصه حتى يدعي ملكيته لها، وهذا بحد ذاته تدليس واضح للتاريخ والحقائق ولا يوجد أي كنس يهودية قرب الأقصى وكل حديث حول ذلك هو محض افتراء".
من جانبه أكد محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا على أن قضية المسجد الأقصى المبارك لا يجب أن ينظر إليها على أنها قضية تتعلق بمبنى أثري فقط ، إنما هي جزء من العقيدة والتراث الإسلامي.
وأضاف "الأقصى بمثابة موقع يرتبط معه الضمير الإسلامي العالمي وأي اعتداء يحصل عليه أو في محيطه هو مس بالمسلمين في كل العالم ، ولذلك نرى في السياسية الإسرائيلية أنها تخلق الظروف من أجل تنفيذ مشاريعها التهويدية في الأقصى وذلك منذ عام 1967 حتى الآن" .
وتحدث مدير مؤسسة الأقصى المهندس أمير الخطيب عن حي المغاربة الذي هدم في عام 1967، ثم إستعرض من خلال الخرائط المخطط الإسرائيلي الذي سيكون عند السور الغربي للمسجد الأقصى ولا يبعد سوى 50 متراً هوائياً عنه ، والخطورة في هذا المبنى أن التخطيط العام له سيصل لإرتفاع 15 متر ونصف عن مستوى الساحة ويصبح يطل على أنحاء المسجد الأقصى.
وقال المهندس أمير " المبنى يتكون من حقب تاريخية منها يعود للفترة الأيوبية والمملوكية والعثمانية، أقواسه الخارجية حديدية ولكن البناء خلف المدخل عبارة عن مبان أثرية قديمة جدا تعود معظمها للفترة الإسلامية ".
واشار أن المخطط هو توسيع الطابق ليكون مدخل للأروقة التي تؤدي للأنفاق تحت المسجد الأقصى وعلى إمتداد الحائط الغربي.
وأضاف "أن اللافت للانتباه زيادة عدد وحدة الحمامات لتصل 94 وحدة حمامات للرجال والنساء على حساب جدران أعمدة تاريخية تعود للفترة الإسلامية ، وفي الطابق الثاني هناك مخطط لبناء قاعة كبيرة جداً هدفها عرض أفلام فيديو تزويرية تسمى "الرحلة لأورشاليم" ومكاتب ، بالإضافة إلى مركز شرطة كبير جداً لقيادة العمليات".
وتابع " في الطابق الثاني هناك كنيس كبير جداً مع مدرسة تعليمية ومطاهر لليهود المتدينين ومكاتب للراب اليهودي، وفي الطابق الرابع والأخير مكاتب للحاخامات والراب اليهودي تطل على مساحات كبيرة من المسجد الأقصى".