وخلال مشاركته في احتفال تأبيني في بلدة قبريخا الجنوبية أضاف الشيخ نبيل قاووق: إننا نجد أن "إسرائيل" التي نفذت ضربات جوية في السودان وغزة وسوريا، مستغلة الأزمة القائمة هناك، لا تجرؤ اليوم على ارتكاب أي عدوان على لبنان لأنه لا طاقة لها على تحمل معادلات المقاومة ومفاجآتها.
واعتبر قاووق أن "ما يحمي لبنان من أي محاولة إسرائيلية لاستغلال الأزمة السورية لقلب المعادلات التي ثبتت في تموز من العام 2006، ليس إلا جهوزية المقاومة، التي تحسب "إسرائيل" - التي لا يردعها قرار دولي أو رأي عام عربي - ألف حساب لها، وتمنعها من تحقيق أي مكاسب على حساب إنجازاتها".
وقال "إن الهدف مما يحصل في سوريا بات واضحاً، وقد أكدت الوقائع ما كان يقوله حزب الله منذ البداية عن أن المطلوب هو إخراج سوريا من محور المقاومة، إن لم يكن من خلال إسقاط النظام فمن خلال استنزاف جيشها ونظامها ليصبح خارج معادلة الصراع مع "إسرائيل"، ما يهيئ المنطقة لعدوان قادم. وان الغارة الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية ليست إلا تأكيداً على أن الهدف مما يحصل هناك ليس إصلاحات أو ديمقراطية إنما سلاح المقاومة ودور سوريا المقاوم، في الوقت الذي نرى فيه الدول المحرضة والمسلحة والممولة والتي يصعب عليها تقبل الهزيمة، مصرة على إعاقة أي حل سلمي هناك، وتتاجر بدماء الشعب السوري حيث أن أحقادها أكبر من إنسانيتها ومن مصالح الأمة".
وأضاف: "في لبنان فريق ارتضى لنفسه أن يكون جزءاً من محور العدوان على سوريا؛ وإن الفريق الذي يمول ويسلح في سوريا لضرب الجيش السوري هو نفسه الذي يمول ويحرض ويسلح الذين قتلوا عناصر الجيش في عرسال، وإن الذين يغطون المعارضة المسلحة في سوريا هم أنفسهم يغطون الذين قتلوا الجيش في عرسال؛ ووجدنا نواباً وأحزاباً لبنانية تتطاول على الجيش وتغطي تغطية كاملة من تورطوا بقتله تأدية لوظيفة ممولة خارجيا لضربه؛ ونطالب بحماية الجيش الذي هو عنوان وحدة الوطن بدلاً من السلاح الميليشياوي الذي يشكل خطراً على لبنان وبدلاً من المسلحين الذين اتخذوا من الحدود اللبنانية ممراً ومقراً لضرب سوريا".
ورأى أن "تغطية الجريمة في عرسال هي بمثابة مشاركة فيها، كما أن تغطية المسلحين السوريين على الأراضي اللبنانية هي جريمة مستمرة بحق الوطن وسوريا؛ ولم يعد هناك من أحد ينكر وجود مسلحين من الجيش السوري الحر داخل الأراضي اللبنانية بعد أن اعتقل الجيش اللبناني أكثر من مرة مسلحين سوريين في لبنان، كما وحاكم القضاء اللبناني أكثر من عنصر سوري مسلح كانوا داخل الأراضي اللبنانية، هؤلاء يحظون بغطاء سياسي معروف وغير مجهول الإسم والجهة".
واعتبر قاووق أنه "من المعيب أن يراهن فريق 14 آذار على استمرار الأزمة في سوريا واستثمار النار المشتعلة فيها من أجل مكاسب ومصالح انتخابية"، مشدداً على أن "إعاقة الاتفاق على قانون انتخابي هدفه انتظار مستجدات الأزمة هناك، وأن حزب المستقبل لا يريد الاتفاق على قانون انتخابي جديد بل يريد قانوناً يشكل له معبراً للاستيلاء على السلطة بعد أن كانوا يتوقعون سقوط النظام السوري، الأمر الذي يؤدي باعتقادهم إلى قلب المعادلة اللبنانية والسماح لهم بوضع القانون الذي يريدون للإمساك بمجلس النواب والحكومة والتحكم بانتخابات رئاسة الجمهورية؛ إن هذا المشروع هو مشروع سلطوي وفئوي وإقصائي واستئثاري، وليس مشروع مشاركة فعلية ومناصفة حقيقية".