صحيفة سياست روز: لماذا أولوية "الشرق الاوسط"؟
نشرت صحيفة "سياست روز" في صفحتها الدولية مقالا تحليليا لكاتبها "قاسم غفوري" عن اولويات اوباما في فترته الرئاسية الثانية، وتقول الصحيفة، لم تمضي على تعيين "جون كيري" وزيرا جديدا للخارجية الاميركية سوى بضعة ايام، حتى أعلنت وسائل الاعلام عن مشروع "كيري" الاول المتمثل بزيارة الشرق الاوسط كمحطته الاولى، ودفع مايسمي عملية السلام في الشرق الاوسط.
واوضحت الصحيفة ان هذه المزاعم كانت قد اطلقت قبل 4 سنوات وتزامنا مع تعين سلفه "هيلاري كلينتون" وزيرة للخارجية الاميركية في حينها، وان هذا يؤكد بان اولويات السياسة الخارجية للوزراء الاميركيين تنصب على قضية الشرق الاوسط.
واضافت الصحيفة، والسؤال الان هو ما سبب هذه الاولوية؟ ولماذا يؤكد الساسة الاميركيون على هذا الامر ولهذا الحد؟.
ومضت الصحيفة للقول، في الاجابة على هذا السؤال هناك بعض النقاط جديرة بالاهتمام، النقطة الاولى هي ان اميركا تسعى دائما ان تكون اللاعبة الاولى في الشرق الاوسط، لهذا تطلق دائما مشاريع جديدة تحت يافطة السلام في الشرق الاوسط، وهي سيناريوهات متكررة للحفاظ على تقدمها في هذا المجال، ولتعلن للعالم بان قضية السلام في الشرق الاوسط لاتحل الا من خلال البوابة الاميركية.
واشارت الصحيفة الى ان النقطة الثانية هي ان الاميركيين ملتزمون بدعم وحماية الصهاينة وانهم مستعدون بدفع كل التكاليف على هذا الطريق. ونظرا الى ان جميع وزراء خارجية اميركا هم من الذين لهم علاقات وثيقة مع الصهاينة، ولهذا يمكن القول ان جميع هؤلاء الوزراء يعطون الاولوية لعملية التسوية لاثبات ولائهم للصهاينة بصورة عملية.
اما النقطة الثالثة والاخيرة فهي ان اميركا تسعى الى ان تكون لها حضورا واسعا في الشرق الاوسط، وان تحركاتها تتركز حول محور مواجهة المقاومة وتعزيز مسيرة التسوية.
وتابعت الصحيفة، وبعبارة أخرى فان أولوية عميلة السلام في الشرق الاوسط هي ليست نابعة من صميم السياسة السلمية لاميركا- ان كانت لها مثل هذه السياسة- بل هي في الحقيقة لتموية وخداع شعوب المنطقة ودفع الدول العربية الرجعية في المنطقة نحو اجراء وتنفيذ المطالب الاميركية بحذافيرها، والتي هي في الواقع نفس تطلعات الصهاينة والتي تطلق تحت مشروع السلام في الشرق الاوسط.
ولفتت الصحيفة قائلة، وفقا للنقاط التي ذكرت آنفا يمكننا ان نقول ان زيارة "جون كيري" الى الشرق الاوسط نابعة من السياسة الكلية لاميركا والصهاينة والتي تتم متابعتها في اطار مايسمي بمسيرة السلام في الشرق الاوسط، كما وان هناك نقطة مهمة وجديرة بالاهتمام هي ان اميركا قد قامت منذ فترة بتهيئة الارضية لهذه الزيارة من خلال زعمهم ان "كيري" شخص غير مرغوب لدى الاوساط السياسية الصهيونية كما وانه من دعاة الحوار مع ايران!.