"اجاكس"٢ المصري .. محاكاة الانقلاب على مصدق!

الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٣ - ٠٩:٥١ بتوقيت غرينتش

كل التقارير السرية المتناقلة بين مطابخ صناعة القرار الاقليمي والدولي التي تتحدث عما يحصل مع مصر الثورة في كل محافظاتها وشوارعها الرئيسية في ذكراها الثانية انما تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بان هناك ثمة خطة امريكية اسرائيلية " خليجية " اشبه ما تكون بخطة " اجاكس " الشهيرة التي نظمتها المخابرات الامريكية بالتعاون مع المخابرات البريطانية والتي نجحت يومها باعادة الشاه الايراني الفار في خمسينات القرن الماضي على انقاض حكومة مصدق الايرانية الوطنية بهدف منع اقامة مشروعية ثورية شعبية على حساب التبعية للاجنبي!

وكما تؤكد نفس هذه التقارير فان الهدف من الفوضى الممنهجة التي  تترافق مع حراك الشارع المصري  منذ عشية التصويت على الدستور وصولا الى ايام الاحتفال بالذكرى الثانية انما يندرج في اطار هذه الخطة التي تريد اما اعادة تتويج احمد شفيق المرشح الخاسر امام محمد مرسي الذي كان  مخططا له ان يسرق الثورة المصرية  او اعادة حكم العسكر بانقلاب شبه "شعبي" شبه عسكري او بالحد الادنى اجبار محمد مرسي والاخوان للرضوخ نهائيا لضغوط القوى الغربية الهادفة لمنع اعادة دور مصر التاريخي تجاه فلسطين وجوارها العربي والاسلامي!
  انه الانقلاب  الذي  يتمنون له  ان يحصل على الثورة لاسقاط مشروعيتها الاسلامية التي اكتسبتها بفضل صناديق الاقتراع بعد طول انتظار  وهو ما يعني الانقلاب على الذات اي  الانقلاب على الانجاز الاهم والاكبر لثورة ٢٥ يناير اي حكم القرار المصري المستقل واعادة البلاد الى عهد التبعية للخارج واعادة انتاج حكم الهيمنة الاجنبية على القرار المصري باي ثمن كان  !
قد تختلف مع الرئيس محمد مرسي وما يسمى بحكم الاخوان في شقي سياساته الداخلية او الخارجية وتقول فيه ما تقول وتوصمه بالتقصير والقصور وربما ضيق الافق والاستحواذية السلطوية  !
لكن هذا شئ و ان تحرق وتخرب ممتلكات الشعب العامة و تعطل الحياة على الفقراء وتنشر الفوضى والاضطراب وتشيع الفوضى وعدم الاستقرار على طول وطنك وعرضه شئ اخر تماما !
لانه عندها ستكون بمثابة جسر عبور لمخطط مجموعة اجهزة مخابرات  اقليمية ودولية معادية لاهداف الثورة المصرية باعتبارها القوى المتضررة من استقرار مصر بوجهها وشكلها ومحتواها الجديد وعندها لا يهم ان كنت تقوم بهذا العمل عن وعي او بسبب سوء تقدير  !
نعم هناك معارضة وطنية  شريفة ترفع مطالبات شعبية مشروعة لاكثرية اهلنا الشرفاء في مصر المحروسة وهذا حق مشروع لها ومن حقها البته ان  تقف بوجه سياسات الحكم الجديد المتراخية والغامضة احيانا والمتهاونة او المتهافتة احيانا اخرى مقابل ما كان ينتظره الشعب من حزم ثوري يقتص لدماء الشهداء وينقل مصر نقلة نوعية نحو مستقبل واعد  !
لكن ذلك شئ وان تركب مجموعات ضغط انانية وفئوية سلطوية متساهلة مع امن مصر القومي واستقلال قرارها شئ اخر تماما لانك عندها تصبح عاملا اليا في اطار اجندات خارجية تريد افشال تجربة مصر الجديدة  سواء علمت بذلك ام لم تعلم !
وهنا نخص بالذكر اخواننا واحبتنا في التيار الشعبي الناصري والذين نحترم ارادتهم المعارضة لما يسمونه باخطار حكم الاخوان  الاستحواذي فاننا نذكرهم بوجود عشرات ان لم يكن مئات التقارير التي تؤكد بان كافة مخابرات الدول التي يمكن ان تخطر في بالكم  تسرح وتمرح في هذه الاثناء في الساحة المصرية ممن لا تريد الخير لا لكم ولا للاخوان وهي تقوم باغراق الشارع المصري بالعملاء والجواسيس وبمليارات الدولارات النفطية  من اجل منع قيام حكم  مستقر في مصر ايا كان شكل هذا  الحاكم او اسمه او مضمون حكمه  اسلاميا كان ام عروبيا او يساريا مادام لا يمثل استمرارا لحكم حسني مبارك الذي تخلوا عنه تحت ضغط الشاره وبالاكراه  !
و في مثل هذه الاجواء غير العادية بل والخطيرة جدا سيكون ساذجا ان لم يكن مفرطا بامن مصر القومي كل من يفكر باي تحرك جماهيري  غير منضبط سيترافق اليا  في مثل هذه الظروف مع عنف منظم لا سيما عندما ترفع شعارات غير مسؤولة مثل اسقاط نظام يفترض انه يمتلك مشروعية شعبية وثورية  كان الجميع جزءا منها ويطالب برحيل رئيس يوصمه بانه غير ميثاقي وغير دستوري وهو الذي لم يمض  على حكمه سوى اشهر معدودة وهو الذي جاء باصوات ناخبين يمثلون ما لا يقل عن خمسين في المائة من الشعب المصري وعبر صناديق الاقتراع  ! 
وبالتالي فان المسؤولية كبيرة وكبيرة جدا في هذه الساعات التاريخية على كل الاحزاب والقوى والتيارات والرموز المصرية ذات القامات الوطنية الشامخة عندما تقف متفرجة على ما يرتب من جانب  تكتل المخابرات الاقليمية والدولية من مخطط كبير وخطير لاحراق مصر ودفعها للقيام بانتحار جماعي للعبتها السياسية تحت عنوان المطالبات الشعبية المحقة !
ان ام الولد الحقيقي اليوم هي  تلك الجماعة التي  ترفض قسمة مصر على اثنين  وتصر على وحدة مصر واستقلالية قرارها وتتحمل اخطاء حكامها وقادتها حتى وان وقعت عليها ظلامة مضاعفة ذلك ان مصر العروبة والاسلام مصر الكنانة و الشموخ  مصر الكتلة التاريخية بدوائرها العربية والافريقية والاسلامية اكبر من اي حزب او جماعة او تيار  وان على الجميع حكاما ومحكومين هو ان يرضخوا لامن مصر و يبعدوا الحريق عنها مهما دفعوا من مصلحتهم الفئوية الخاصة كرمى عيون الوطن واهله الطيبين  الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل مشروعية تاريخية جديدة تجب ما قبلها ولا تقبل المجازفة بقرارها المستقل   او العودة الى الماضي تحت اي ظرف كان !
محمد صادق الحسيني