وأوضح ميسان في مقال نشره على موقع شبكة "فولتير" على شبكة الانترنت أن الولايات المتحدة قررت بوضوح طي الصفحة والتخلي عما يسمى "الجيش الحر" فهي تعطيه تعليمات غبية بالمضي بعملياته المسلحة مذكرا بأن مجلس الاستخبارات القومي في واشنطن أعلن بسخرية أن "الجهاد الدولي" سيختفي قريبا.
وإعتبر المفكر الفرنسي أن الحرب على سورية انتهت على الصعيد الاستراتيجي ولم تعد لدى المجموعات الإرهابية المسلحة المسماة "الجيش الحر" فرصة لتحقيق أي هدف رغم استمرار الأوروبيين بأعمالهم ضد القيادة في سورية وتحريضهم عليها، مشيرا إلى أن تدفق الأموال والأسلحة لمسلحي هذه المجموعات جف كما توقف الكثير من الدعم الدولي لأن النتائج لم تتحقق على أرض المعركة.
وأوضح المفكر الفرنسي أن العد التنازلي لهذه الخطوة قد بدأ فعليا حيث ستمضي إدارة اوباما الجديدة بخطة السلام حول سورية حالما يصدق مجلس الشيوخ عليها، لافتا إلى أنه من الناحية القانونية وعلى الرغم من نجاح الرئيس أوباما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة فإن إدارته القديمة ليست مؤهلة للتعامل مع المسائل الحالية ولا تستطيع أخذ أي مبادرة كبرى.
وأشار ميسان إلى أنه على الصعيد السياسي لم يبد أوباما أي ردة فعل عندما أفشل بعض معاونيه تطبيق بيان جنيف في عز الحملة الانتخابية لكنه باشر بعد إعادة انتخابه بعملية تنظيف كبيرة حيث سقط مهندس الحرب في سورية ديفيد بترايوس في الفخ المنصوب له واضطر إلى الاستقالة وكما كان متوقعا أخضع أسياد حلف شمال الأطلسي والدرع المضاد للصواريخ المعيقان لأي اتفاق مع روسيا إلى التحقيق بتهمة الفساد بغية إسكاتهم كما تم إخراج وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من اللعبة ولكن الطريق المختارة لإبعادها كانت مفاجئة وتتمثل بحادث صحي خطير أدخلها في غيبوبة.
واعتبر ميسان أن الأمور من ناحية الأمم المتحدة تقدمت كثيرا لافتا إلى أن الفرنسيين والبريطانيين مالوا إلى ما تريده الولايات المتحدة رغم معارضتهم لهذا الحل.
وشدد ميسان في ختام مقاله على وجوب طرح حلفاء الولايات المتحدة تساؤلا حاليا فيما إذا كانت الصفقة الجديدة لا تعني التضحية بهم أيضاً!!.