ويعتبر المقاتلون الأجانب في سوريا، طرف آخر في معادلة الحرب المستمرة لحد الآن، فهؤلاء هم في نظر النظام أداة تستخدمها جهات إقليمية وأخرى دولية.
وبالرغم من الجدل المثار حولهم في الآونة الأخيرة، إلا أنهم حاضرون بقوة في جبهات القتال المفتوحة على الحدود السورية مع بعض دول الجوار.
واقع رصدته أعين الصحفيين ووكالات الأنباء الأجنبية، بينها وكالة الأنباء الفرنسية، والتي أشارت في تقرير لها إلى صعوبة اللقاء مع من وصفتهم بـ "الجهاديين" الأجانب، حيث ينتشرون في شمال غرب البلاد، وهي المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السوري.
وأكد تقرير آخر لمجموعة "إنترناشونال كرايزيس غروب"، أن الناشطين الأجانب متورطون بشكل مباشر في النزاع إلى جانب من وصفهم بالمتمردين السوريين، والذين يقول عنهم التقرير إنهم غالبا ما يحاولون نفي هذه الظاهرة أو التقليل من شأنها، غير أن الغموض يكتنف أولئك الأجانب الذين يقاتلون ضمن مجموعات سلفية، وفقا للتقرير المذكور، حيث يصعب تقدير عددهم بدقة ومراكز انتشارهم ونفوذهم، وإن كانت معلومات الوكالة الفرنسية تفيد بأن الرحلة تبدأ في الغالب من تركيا المجاورة، وتحديدا من مدينة أنطاكية الواقعة جنوبي البلاد.
وتشير هذه التقارير الإعلامية الغربية إلى أن من يصفون أنفسهم بـ "الجهاديين"، يعتمدون اليوم أساليب تتسم بمزيد من التكتم والسرية، حيث يمكن رؤيتهم في مدينة ريهانلي الحدودية، ومنها يتم تهريبهم بعيدا عن الانظار إلى سوريا حتى قرية أطمة، مركز نفوذ التمرد ونقطة التقاء الأجانب.
وتقول وكالة الأنباء الفرنسية إن صحفييها اجتازوا بطريقة غير قانونية أسلاكا شائكة على الحدود في بساتين الزيتون بصحبة عدد منهم.
وتؤكد التقارير أن هؤلاء المقاتلين الأجانب يحملون جنسيات مختلفة، بعضهم عرب وآخرون مسلمون من دول غير عربية.