العجز العربي أمام العدوان الإسرائيلي

العجز العربي أمام العدوان  الإسرائيلي
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٣:٠٢ بتوقيت غرينتش

يبدو أن الحرب العدوانية على قطاع غزة المدانة بكل المقاييس حظيت بتأييد بعض الكتاب العرب الذين برروا للاحتلال فعلته ودانوا بوضوح رد المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على العمق الصهيوني . جاء ذلك بالتزامن مع إعلان بعض العرب العجز عن مقاومة الاحتلال .

تقرير : نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية مقالا لرئيس تحريرها طارق الحميد اتهم فيه إيران وحزب الله بمحاولة جر المنطقة إلى حرب من خلال دعم المقاومة في قطاع غزة : استهل الحميد مقاله بالإشارة إلى خبر نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية وقال :يكشف الخبر الدعائي أنه خلال الساعات الماضية أُعلِن الاستنفار في صفوف حزب الله والحرس الثوري الإيراني»، وأن «من رُفِعَت درجة استنفارهم إلى الحد الأقصى هم أولئك الذين خبروا سبل تهريب الأسلحة من سوريا ولبنان وإيران والسودان وغيرها إلى قطاع غزة.
ويشير رئيس تحرير الشرق الاوسط السعودية إلى أن خبر الصحيفة اللبنانية الدعائي هو دليل إدانة لحزب الله الذي يريد جر المنطقة لحروب بالوكالة، وتحديدا مصر، عبر سيناء، فهذه ليست مبالغة.
وخلص طارق الحميد مقاله بالإشارة إلى ما سماه حجم الكارثة التي يقوم بها حزب الله بحق دولنا مستفيدا من شعارات كاذبة وحملة تضليل منظمة، تؤثر على كثيرين، ومنهم بعض الأنظمة العربية؟ متسائلا متى تفيق هذه المنطقة؟
رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السعودية نفسه كان كتب قبل يوم واحد من مقاله الآنف الذكر مقالا آخر هاجم فيه حركة حماس التي قال إنها رفضت على مدى ثلاثة أيام من العدوان الإسرائيلي على غزة الوساطة.
كل ذلك يقول على حد تعبير طارق الحميد إن العدوان الإسرائيلي يأتي وسط صراع حقيقي في غزة، صراع على سلطة حماس، والسيطرة على القطاع، هذا عدا عن الصراع مع الجماعات الموالية لإيران. ولذا فإن العدوان الإسرائيلي لا يمثل ورطة للرئيس مرسي وحده، ولا لاستثمارات قطر الأخيرة، بل إنه ورطة أيضا لحماس، وعلاقتها مع الفصائل الأخرى في غزة، ودور حماس المستقبلي.
وخلص إلى القول : حماس في ورطة هذه المرة أكثر مما يعتقد البعض، والضحية كالعادة القضية وأبناء غزة، والمستفيد دائما هو العدو الإسرائيلي.
لم تقتصر إدانة المقاومة الفلسطينية على صدها للعدوان الإسرائيلي على الصحافة السعودية بل تجاوزتها إلى الصحافة الكويتية التي وصف بعضها المقاومة الفلسطينية بالإرهاب فقط لأنها أطلقت صواريخ باتجاه الإسرائيليين كحال هذا الكاتب الكويتي .
تقرير: كتب عبد الله الهدلق في صحيفة الوطن الكويتية : عندما تطلق المنظمات الارهابية ومنها حركة حماس قذائف هاون وصواريخ من قطاع غزة على مدن الجنوب الاسرائيلي وتقتل المدنيين الأبرياء من النساء والاطفال فإن وسائل الاعلام المضللة تسمي ذلك «مقاومة!» أو «ممانعة!» أو «اعمالا جهادية!»، ولكن عندما تقوم اسرائيل بشن غارات على المواقع العسكرية والامنية لتلك المنظمات داخل قطاع غزة بهدف وقف اطلاق تلك القذائف والصواريخ الارهابية فإن وسائل الاعلام تسمي دفاع إسرائيل عن نفسها «عدوانا!»
ويضيف الهدلق : تمضي تلك الوسائل الإعلامية في ازدواجية معاييرها وتسميتها للأشياء بغير مسمياتها الحقيقية، فتسمي الضحايا الإسرائيليين قتلى! بينما تسمي الضحايا في قطاع غزة من الفلسطينيين «شهداء!»، ولا تتورع تلك الوسائل الإعلامية عن تضليلها فتسمي هجوم «حركة حماس!» على المدنيين الابرياء في مدن الجنوب الاسرائيلي «حقا فلسطينيا لحركات المقاومة والجهاد!»، بينما تسمي دفاع اسرائيل عن شعبها «عدوان جيش الاحتلال الاسرائيلي على غزة!».
وبحسب تعبير الكاتب الكويتي أن نتنياهواستثمر اغتيال قائد «كتائب القسام!» والرد على قذائف وصواريخ أطلقت من قطاع غزة ووظف ذلك لصالح حملته الانتخابية ولرفع مقام جيش الدفاع الإسرائيلي ولتدمير صواريخ «فجر!» الفارسية التي حصلت عليها «حركة حماس!» أخيرا في عمليات تهريب أسلحة عبر سورية وجنوب لبنان. تلك الصواريخ التي يقال إن بوسعها الوصول الى تل أبيب.
وخلص عبد الله الهدلق إلى القول : كما يبدو نتنياهو تأكد تماما من موقف مصر الاخوانية وأن أعلى سقف لرد فعلها حيال الصراع بين اسرائيل والتنظيمات الفلسطينية في غزة هو الاكتفاء بسحب سفيرها في تل ابيب وطرد السفير الاسرائيلي في القاهرة، لأن «نتنياهو» يدرك تماما حقيقة أن العلاقات بين تل أبيب والقاهرة استمرت أكثر من عشر سنوات من دون سفراء عندما قرر الرئيس المصري السابق حسني مبارك سحب السفير المصري من تل ابيب احتجاجا على اجتياح الضفة الغربية عام 2002.
"الذئاب تأكل النعاج وهم "في إشارة للإسرائيليين" ليسوا بذئاب ولكن أغلبنا نعاج". جاء ذلك في كلمة رئيس الوزراء القطري خلال الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية الذي انعقد في القاهرة لمناقشة العدوان الإسرائيلي على غزة، تعليقا على ما قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، خلال نفس الاجتماع  من أن لا تتركوا فلسطين للذئاب وهي التي تنتظر فك أسرها منذ أربعة وستين عاما ولا تزال تنتظر.
تقرير:هناك عدة خيارات الآن نحن ندرسها بشكل جدي خلال الأيام القادمة، وطريقة تشريحها تدرس ولكن لا بد أيضاً تدرس من ضمن المجتمع الدولي، وهي مطروحة على الطاولة.
هذه الدعوة من رئيس وزراء قطر لم تكن دعوة لتسليح المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بل كانت لتسليح المعارضة السورية ضد النظام الذي شارك في المقاومة في غزة . هنا شهر الأمير القطري سيفه . أما أمام العدوان على غزة فلم يجد نفسه إلا عاجزا ولم يجد بعض العرب إلا نعاجا .
السيد الرئيس قلت عن الذئاب، الذئاب تأكل النعاج وللأسف هم ليسوا بذئاب ولكن أغلبنا أصبح نعاج...
ورد في كلام هذا الوزير عبارة لا يحسن السكوت عليها، هو يعتبر نفسه يقدر أن يحكي الذي يريده ولا أحد يعلق، لأنه يوجد عنده فلوس كثيرة، ماذا يقول، إن أغلب العرب أصبحوا نعاجاً... لا حبيبي لا، إذا أنتم صرتوا نعاجاً "اصتفلوا" ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود وأبطال، كل واحد يتكلم عن نفسه، الذي يرى نفسه نعجة يتكلم عن نفسه أنه نعجة، ولكن لا يحق له أن يقول أغلب العرب أصبحوا نعاجاً، نعم يوجد في العالم العربي نعاج، صحيح معه حق، ولكن ليس أغلب العرب نعاج، في حكومات نعاج، وفي قيادات سياسية نعاج، وفي إعلاميين نعاج، يوجد هؤلاء الذين يتكلم عنهم....
في الحقيقة أريد أن أتكلم بصراحة، عن ما هو جاري الآن، لا أريد أن أقول في البداية أن اجتماعاتنا هذه أصبحت مضيعة للمال العام وللوقت، ولكن هي في الحقيقة مضيعة للمال العام وللوقت.
رئيس الوزراء القطري شدد في كلمته هذه على أن العرب لن يعلنوا الحرب على الإسرائيليين وأنه لا يتكلم عن حرب أو عمل عسكري وقال أنا أعلم قدراتنا وعزيمتنا .
إنه الاستسلام. تحت هذا العنوان علق ابراهيم الأمين في جريدة "الأخبار اللبنانية" على كلام الأمير القطري قائلا :عاد الرجل إلى أداء الدور الذي يتقنه، وذهب مباشرة إلى إعلان العجز، وهو يقول لأهل فلسطين: نحن نعرف قدراتنا وإمكانياتنا وعزيمتنا. لن نذهب إلى الحرب.
لا مقاومة، لا مفاوضات». أصحاب العبارة يحاولون ليس تبرير استمرار العجز فحسب، بل اعتبار أن الأهداف الفعلية للثورات العربية هي تحقيق تداول في السلطة.
وأضاف الأمين : أصحاب شعار «لا مقاومة، لا مفاوضات» يلعبون أقذر الأدوار في هذه اللحظة. هؤلاء يعتقدون بأن الأولوية هي لمواجهة استحقاقات أخرى. يقولون بعدم وجود المقاومة لأنهم اختاروا انسحاباً من المعركة والابتعاد عن المقاومة والقبول بوقائع الاحتلال.
وتساءل الأمين: كيف يستوي موقف وزير خارجية قطر حيال قدرات العرب في مواجهة ما يحصل في غزة والقول بالعجز، ثم نجده نفسه ومن خلفه دول مجلس التعاون يجدون أن لديهم الأموال والقدرات والإرادة، لتزويد المعارضة السورية بالسلاح وبكل أشكال الدعم المادي والسياسي والإعلامي؟ كيف يعقل لهؤلاء أن يقرروا ويريدون منّا أن نقبل أن أهل فلسطين لا يحتاجون إلى مثل هذا الدعم ومثل هذا الاستنفار؟
هذا الانتقاد اللاذع لكلام رئيس الوزراء القطري حول العجز والنعاج لم يقتصر على الإعلام العربي الذي أظهرنا نموذجا منه ولكن انسحب ايضا على الإعلام الإسرائيلي الذي علق ساخرا على الكلام عن النعاج .
تقرير: تسيفي تعال لنتحدث عن الوساطات المختلفة، ليست مصر في الصورة فقط... صحيح كذلك القطريون في الصورة، ويجدر الانتباه للقطريين، الأمير بن جاسم الذي جاء إلى قطاع غزة في زيارة مزركشة الألوان كثيراً وغطتها التلفزة، ولكن من وراء كواليس هذه الزيارة كان هناك رسالة واضحة جداً جداً، انظروا نحن القطريين لدينا قناة الجزيرة وسنستضيف العاب المونديال في العام 2022 ونحن نيمم وجهنا نحو الربيع العربي ونحو الغرب أيضاً، ما الذي تفعلونه في غزة، جاء حمد بن جاسم ليقول لهم اسمعوا يا رفاق خذوا مالاً، أولاً اقطعوا صلاتكم بالإيرانيين، وللتذكير الشرق الأوسط منقسم بين السنة والشيعة لا يمكنهم رؤية جهة سنية اليوم مثل الأخوان المسلمين، فرعٍ من الأخوان المسلمين في مصر، أي حماس في غزة، تتلقى أموالاً من إيران، في الحقيقة قطع جاسم التمويل الإيراني وأعطاهم تمويلاً منه، وقال لهم أمراً إضافياً انظروا ليس شعبياً أبداً الاستمرار في الجهاد اليوم ضد إسرائيل، لنستمع إلى ما قاله اليوم بعدما سألوه في مصر عن حاله ومسائل صياغة وقفٍ لإطلاق النار فقال، أنظروا الصواريخ على إسرائيل هي يأس، وانظري كم هو يائس بالكامل من كل خيارات أن تستخدم الدول العربية القوة ضد إسرائيل، لنستمع إليه.. أن اجتماعاتنا هذه أصبحت مضيعة للمال العام وللوقت، أخواننا في فلسطين يحتاجون منا إلى صراحة، نحن نحتاج أن نعمل شيء عملي لناس متضررين من ناحية إنسانية على الأقل، أنا لا أتكلم عن حرب ولا عمل عسكري، فأنا أعرف قدراتنا وأعرف عزيمتنا، الذئاب تأكل النعاج وللأسف هم ليسوا بذئاب ولكن أغلبنا أصبح نعاج...
جداً مفهوم أيها الرفاق هذه هي محدودية القوة، هيا يا غزاويون ابدءوا بالبناء بدل التدمير، في الحقيقة كانت هناك استفاقة... هل هناك من يستمع إلى هذه الدعوة؟؟ يوجد انظروا في داخل الغرفة المغلقة حماس، وفي اتصالاتها الهاتفية مع المصريين تدرك أن كل الواقع الذي يقال أنه تغير في مصر لم يتغير إلى هذا الحد، صحيح أن يوجد رئيس من الأخوان المسلمين، لكن الجيش والأمن الوطني المصري ما زالا مسيطرين بطريقة ما، وأمرٌ أخير بعد وصول الحملات البحرية إلى قطاع غزة قال إسماعيل هنية ما حققته حملة واحدة لم تحققه كل الصواريخ، هناك يأس في قطاع غزة من كل مسألة الصواريخ، بعد تصفية الجعبري الذراع العسكرية ظهرها إلى الحائط وتطلق الصواريخ، لكن بصورة عامة محدودية قوة حماس واضحة جداً جداً في هذه القضية.

كلمات دليلية :