منذ ذلك التاريخ، والعلاقات الايرانية الامريكية مقطوعة، والامريكان هم من يواصلون القطيعة ويفرضون بين الحين والاخر عقوبات اقتصادية على الجمهورية الاسلامية الايرانية حتى يجبرونها على التنازل والقبول بالحوارالمفروض.
وها هو الرئيس الامريكي باراك اوباما يعلن بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لولاية ثانية عن استعداده للدخول في مباحثات وحوار مع ايران.
هناك بعض العرب لا يريد أن يجري أي حوار بين ايران والولايات المتحدة، لان هذا الحوار لن يكون في مصلحته وحتى يكون لديه ذريعة للايحاء للعالم بان ايران تهدد الدول العربية وتثير القلاقل في المنطقة.
ايران لا تعارض الحوار مع الولايات المتحدة وكذلك مع الاوروبيين وقد اجرت مرات عديدة محادثات مع مجموعة دول 5+1 حول برنامجها النووي ولازالت تواصل هذه المحادثات.
ايران تدعو الى الحوار ولكنها تعارض التسويف والمماطلة وكسب الوقت، والولايات المتحدة لم تقرر بعد بصورة رسمية اجراء الحوار مع ايران لانها تضع شروطا لا يمكن لايران قبولها.
ايران اعلنت على الملأ بانها لا تريد أن تصنع القنبلة الذرية، واصدر قائد الثورة الاسلامية في ايران ايران اية الله السيد علي خامنئي فتوى حرم فيها صنع القنبلة الذرية لانها تضر بالبشرية، ولكن الولايات المتحدة تصر على ان البرنامج النووي الايراني له أهداف عسكرية، وهذا ما لا تقبل به ايران.
والاصرار الامريكي على ان لا يكون لايران برنامج نووي يعود الى وجهة نظر اسرائيلية تريد من الامريكان أن يتخذوا موقفا معاديا من ايران والوصول الى مرحلة الحرب ضدها لكي تحقق اسرائيل أهدافها في المنطقة وتكون الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك رؤوسا نووية تهدد بها دول المنطقة بإستمرار.
فوجهة نظر بعض العرب تقوم على معارضة اي حوار ايراني امريكي، كما جاء في مقال لصحفية لبنانية تكتب في صحيفة الحياة السعودية تقول "ان على الولايات المتحدة ان لا تدخل في حوار مع ايران لان ايران في وضع اقتصادي متدهور اثر فرض عقوبات دولية خانقة عليها، فبامكان هذا البلد ان يبدأ بالتفكير في القبول في تعليق برنامجه النووي العسكري في مقابل الحصول من الولايات المتحدة على رفع العقوبات".
الكاتبة التي تردد وجهة النظر السعودية تقول للامريكان بان ايران ستقبل تعليق برنامجها النووي اذا ما رفعت الولايات المتحدة العقوبات عنها وهي مستاءة من تصريح اوباما الاخير بانه مستعد لبدء حوار مع ايران.
الصحفية ترى في مقالها ان الحوار مع ايران غير مجد وان على الولايات المتحدة ان تواصل العقوبات عليها حتى يسقط النظام وتقول بالحرف الواحد: " ان العمل الديبلوماسي الثنائي الاميركي مع ايران لن يحل المشكلة بل بالعكس. ان لغة التشدد وعزل البلد واضعافه اقتصادياً قد تؤثر على المدى الطويل على نظام ينبغي ان يرحل وألاّ يعطى شرعية في اقامة ديبلوماسية خلاقة معه لانه قد يفهمها بأنها ضعف اميركي تجاه ايران".
الصحفية التي تعبر عن وجهة نظر النظام السعودي تقول بوقاحة بان على النظام في ايران ان يرحل وانها لا ترى حلا للمشكلة الا اذا استمرت الولايات المتحدة بفرض عقوباتها على ايران.
ولكن ايران ترى ان الحوار مع الولايات المتحدة ممكن اذا كانت الاخيرة تملك الارادة للحوار دون شروط مسبقة، بينما يرى الصحفي الامريكي روجر كوهن حسب الصحفية اللبنانية ان للولايات المتحدة شروطا لبدء الحوار مع ايران وهي كالتالي: فتح ايران كل منشآتها النووية والتخلص من20 في المئة من اليورانيوم المخصب وانهاء كل التهديدات على اسرائيل ووقف تجاوزات حقوق الانسان وتغيير السياسة مع «حماس» و «حزب الله» واعتماد سياسة اكثر ايجابية بالنسبة لسورية.
لا ندري من اين جاء الصحفي كوهن بهذه الشروط لبدء الحوار بين الولايات المتحدة وايران ولكن طهران اكدت باستمرار عدم قبولها اية شروط مسبقة لبدء المباحثات، اذ ان ايران يمكن ان تطرح بالمقابل شروطا على امريكا وهذا لا يفيد حوار بين الجانبين اذا كانا يملكان الارادة الحقيقية للدخول في حوار بناء وايجابي.
هناك طرفان يعارضان الحوار بين ايران والولايات المتحدة كما اسلفنا، طرف عربي يرى ان بدء الحوار يكون ضد مصلحته وطرف اسرائيلي يريد اضعاف ايران او بالاحرى اجبار امريكا على شن حرب ضدها بدلا من الحوار معها. الجانب الامريكي يدرك جيدا اهداف اسرائيل وبعض الانظمة العربية، ولهذا السبب يعلن الرئيس الامريكي انه مستعد لبدء حوار مع ايران، انه في ولايته الثانية اكثر تصميما على اتخاذ القرارات الصعبة والتخلص من الضغط الاسرائيلي والراي العربي المعارض لايران.
ايران لن ترفض الحوار مع الولايات المتحدة اذا كان من دون شروط، والرئيس الامريكي مستعد لهذا الحوارحسب تصريحه الاخير، والسؤال هو: متى يعلن اوباما عن قراره وهل يحتاج ذلك الى وقت وهل سيكون اوباما اكثر تصميما من سابقيه لفتح صفحة جديدة مع ايران؟ هذه تساؤلات لابد ان يتم الرد عليها في المستقبل.
شاكر كسرائي