فوز باراك اوباما بولاية رئاسية ثانية

فوز باراك اوباما بولاية رئاسية ثانية
الخميس ٠٨ نوفمبر ٢٠١٢ - ١٢:٣٤ بتوقيت غرينتش

هزم باراك اوباما الثلاثاء خصمه الجمهوري ميت رومني وحقق في الواحدة والخمسين من العمر فوزا تاريخيا بحصوله على ولاية ثانية على راس القوة العالمية الاولى.

ونجح اوباما، اول رئيس اسود للولايات المتحدة الذي وصل الى البيت الابيض قبل اربع سنوات بناء على شعار "الامل" والتغيير"، في اقناع غالبية من الاميركيين بانه الافضل لقيادتهم خلال السنوات الاربع المقبلة، رغم حصيلة اقتصادية فاترة.
وفاز الرئيس المنتهية ولايته بعدد كاف من الولايات الاساسية للقضاء على امل رومني بالحلول محله في البيت الابيض، في ختام سباق شهد منافسة شديدة وحقق نتائج متقاربة في المناطق الاساسية التي قضى المرشحان اشهرا يعقدان تجمعات انتخابية فيها.
ولم يسبق منذ الثلاثينيات ان فاز رئيس اميركي في ظل نسبة بطالة تفوق 7,2%، كما ان ديموقراطيا واحدا هو بيل كلينتون سبق ان شغل البيت الابيض لولايتين رئاسيتين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وفاز اوباما في عدد من الولايات التي شهدت معركة محتدمة منها نيوهمشير (شمال شرق) وبنسيلفانيا (شرق) وميشيغن (شمال) وويسكونسن (شمال) وخصوصا ولاية اوهايو (شمال) التي كان كلا المرشحين يطمحان لها، بحسب تقديرات شبكات التلفزيون الاميركية، وهي كلها ولايات كان رومني يامل في الفوز بكبار ناخبيها.
غير ان فوز اوباما تم هذه السنة بفارق اضيق منه في العام 2008 حين تفوق بفارق شاسع على جون ماكين، وقد فاز رومني بولايات سبق ان حصل اوباما على اصواتها في الانتخابات الماضية، مثل كارولاينا الشمالية (جنوب شرق) وانديانا (وسط).
واعلن اوباما في تغريدة على صفحته الرسمية على موقع تويتر فوزه، متوجها لناخبيه بالقول "هذا حصل بفضلكم. شكرا".
وعقب اوباما على تغريدته الاولى بثانية قال فيها "نحن جميعا معا، هكذا خضنا الحملة وهذا ما نحن عليه. شكرا. ب.أ"، الحرفين الاوليين من اسمه لتاكيد صدورها عنه شخصيا. وفي تغريدة ثالثة كتب الرئيس "اربع سنوات جديدة" وارفقها بصورة له مع زوجته ميشيل وذلك في الوقت الذي كانت فيه شبكات التلفزة تعلن فوزه بولاية ثانية.
وتصاعدت الهتافات في المقر العام لحملة اوباما في قصر المؤتمرات "ماكورميك بلايس" في شيكاغو حيث كان الاف الاشخاص متجمعين، حين اعلنت الشبكات التلفزيونية فوز بطلهم.
والرئيس الذي قضى السهرة في منزله العائلي جنوب شيكاغو برفقة اقربائه قبل ان يتوجه الى فندق كبير في المدينة لمتابعة النتائج، سيظهر خلال المساء على مسرح ضخم لالقاء خطاب الفوز.
غير ان الحضور لا يوازي الحشود الغفيرة التي تجمعت قبل اربع سنوات في منتزه على ضفاف بحيرة ميشيغن الى شمال موقع التجمع الحالي للاستماع لخطابه الاول كرئيس منتخب، وقد بلغ عددم 240 الفا.
اما في مقر حملة رومني في بوسطن، فخيم الصمت على الحضور.
وركز رومني (65 عاما) رجل الاعمال السابق وصاحب الملايين حملته الانتخابية على نقد الحصيلة الاقتصادية للرئيس اوباما في حين طرح الرئيس نفسه في موقع المدافع عن الطبقة الوسطى المتضررة من تبعات ازمة العام 2008.
وفي مطلع الليلة الانتخابية الطويلة كان كل من المرشحين فاز كما هو متوقع بمعاقل حزبه: معظم ولايات شمال شرق البلاد للديموقراطي، و"الجنوب القديم" (جورجيا، الاباما وميسيسيبي) وغرب الوسط الاميركي الريفي للجمهوري.
وبعد حملة محمومة استمرت سنة ونصف السنة انفقت خلالها مليارات الدولارات وجاب المرشحان عشرات الاف الكيلومترات، توجه عشرات ملايين الاميركيين الى صناديق الاقتراع للاختيار ما بين اوباما ورومني واضطر بعضهم احيانا الى الانتظار ساعات طويلة قبل وضع بطاقتهم الانتخابية في صندوق الاقتراع.
واوباما الذي ادلى بصوته منذ 25 تشرين الاول/اكتوبر، لعب مباراة في كرة السلة كسبها بحوالى عشرين نقطة في معقله شيكاغو (ولاية ايلينوي، شمال) مع اصدقاء ومعاونين له لتمضية الوقت في انتظار النتائج والتخفيف من حدة توتره. وكان زار قبل الظهر احد مكاتبه الانتخابية ليشكر المتطوعين العاملين فيه.
واذ اقر الرئيس بانه يشعر ببعض التوتر، قال انه يتوقع قضاء "سهرة جيدة" و"هنأ" خصمه الجمهوري على "حملته المليئة بالحيوية".
من جهته ادلى رومني بصوته برفقة زوجته آن في معقله بيلمونت بولاية ماساتشوستس (شمال شرق) وواصل حملته حتى اخر لحظة فزار كليفلاند في اوهايو ثم بيتسبرغ في بنسيلفانيا ليلتقي المتطوعين العاملين في فريقه وقد اكد انه كتب خطاب النصر مسبقا.
وصوت عدة ملايين من الاميركيين في عمليات اقتراع مبكرة ونشر عشرات الالاف بفخر على المواقع الاجتماعية على الانترنت صورا للملصق الصغير الذي يحمل عبارة "ادليت بصوتي" الذي يلصقه الناخبون عموما على سترتهم يوم الانتخابات.
وبالرغم من فوز اوباما، الا ان وعوده قد تصطدم بالكونغرس الذي كان يتجه مساء الثلاثاء الى الى الابقاء على تشكيلته الحالية.
ونجح الجمهوريون في الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس النواب الذي يتم تجديد كامل مقاعده، فيما تشير المؤشرات الى احتفاظ الديموقراطيين بالسيطرة على مجلس الشيوخ بعد فوزهم بعدد من المقاعد الهامة التي ترتدي قيمة رمزية ولا سيما مقعد تيد كينيدي السابق في ماساتشوستس.
كما ادلى الناخبون باصواتهم الثلاثاء في اكثر من 170 استفتاء محليا.

*(ا ف ب)