وأشار في مقالة له في «يديعوت»، أمس (الاثنين)، إلى أن الأصوات في المؤسسة الأمنية تتزايد محذرة من أنه "إذا لم ننعش الردع في مواجهة «حزب الله»، فسوف نتلقى من حدود لبنان مفاجأة في الموعد الأقل راحة لنا. وللمفارقة، فإن من يحذرون هم تحديدا القادة المعارضون بشدة للهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران، برغم أن نتائج «انعاش الردع» ضد «حزب الله» يمكن أن تكون مشابهة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. هكذا هو الحال، لم يعد مجديا منذ زمن التساجل مع المنطق الاستراتيجي لرجال الجيش (الإسرائيلي)".
وأضاف فيشمان في مقالته بعنوان «التهديد اللبناني» أن هناك أساسا للزعم بأن الردع الإسرائيلي لـ«حزب الله» والذي تحقق في العام 2006 قد تآكل. «فالأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، مثلا، لم يعد يستتر إلى ذلك الحد في ملجأه، وفي الشهور الأخيرة ظهر بشكل متزايد علنا ولا يتصرف على أساس أنه يخاف الذراع الطويلة لإسرائيل».
وأشار فيشمان إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على السيد نصر الله وحسب بل تعداه إلى «حزب الله» بأسره. «منذ أكثر من عام يعمل رجال «حزب الله» ضد إسرائيل وضد إسرائيليين، في الخارج وفي منطقتنا، من دون أن يدفعوا الثمن. وكان أول الأحداث التي بشرت بالموجة الجديدة، إطلاق صواريخ «كاتيوشا» في تشرين أول 2011 وهي الصواريخ التي أعلنت «منظمة قش» (منظمة وهمية) أنها من أطلقها لكن كان واضحا أن «حزب الله» هو المنفذ. وبعد ذلك سلسلة عمليات سرية عنيفة تم الكشف عن بعضها، وبينها العمليات في بلغاريا (بورغاس)، قبرص وتايلاند، وتهريب متفجرات ضبطت في الناصرة، وتفعيل الإرهاب عبر مبعوثين من قطاع غزة وآخرها إرسال طائرة من دون طيار من البقاع اللبناني».
وبحسب فيشمان فإن «حزب الله» يعمل الآن بطريقة لا تدفع إسرائيل للرد، لكنه يرى احتمالات فعلية لوقوع الحرب بسبب التزامه التام للإيرانيين ولأنه سينفذ عمليات إرهابية بناء على طلبهم.
ويوضح فيشمان أن تقدير «الموقف في إسرائيل» الذي يرى أن «حزب الله» أصيب بالضعف جراء تفكك النظام السوري صحيح ولكن بشكل جزئي. فالقوى اللبنانية التي لم تكن تجرؤ في الماضي على التصادم سياسيا مع «حزب الله» رفعت رأسها ولكن الحزب لقنهم درسا. ويخلص إلى أن جاهزية «حزب الله» للقتال لم تتضرر من جراء أحداث سوريا.
ومع ذلك، يرى فيشمان أن «الآراء في إسرائيل» تتضارب حول السؤال عن موعد اضطرار «إسرائيل» للقيام بضربة وقائية، وأن تمنع وضعا كالذي ساد عشية حرب تموز 2006، حينما كان «حزب الله» بكامل قوته يقف على السياج الحدودي. ويرى فيشمان أن أصحاب الفتيل القصير يتحدثون عن رد مثير في لبنان، بما في ذلك تدمير نصف بيروت الشيعية فور تنفيذ عملية كتلك التي وقعت في بلغاريا. أما الأكثر اعتدالا فيتحدثون عن أنه عند اضطرار «إسرائيل»، أو الدخول في مواجهة شاملة، إذا دخل لبنان سلاح كاسر للتوازن مثل الصواريخ المتطورة المضادة لطائرات أو اجتياز الخط الأحمر بالحصول على صواريخ سورية بعيدة المدى مثل صواريخ «سكاد».
ويكشف فيشمان النقاب عن وجود صواريخ «سكاد دي» في لبنان ويقول أن أحدا لن يقع عن كرسيه إذا تبين أن صواريخ مضادة للطائرات متطورة قد هربت أيضا إلى لبنان. وإذا كانت إسرائيل لم تشن الحرب بعد وصول 60 ألف صاروخ خزنها «حزب الله» حتى اليوم، سيكون من الصعب تفسير الخروج للحرب بسبب منظومة سلاح أخرى من هذا النوع أو ذاك.
واعتبر فيشمان أن منظومة السلاح الوحيدة التي ستدفع إسرائيل للهجوم على لبنان هي دخول أسلحة دمار شامل.
ويعتقد خبراء أن «حزب الله» لن يتردد في وضع يده على هكذا سلاح غير تقليدي. وإذا وصل إليه سلاح كهذا من سوريا فمن واجب «إسرائيل» تدميره
حلمي موسى