وفيما اتهم الجيش السوري الجماعات المسلحة بخرق الهدنة، مؤكدا أنه يقوم بالرد على الخروقات الأمنية، ويلاحق المسلحين، قالت القيادة العامة للجيش السوري إنها سجلت خروقات عديدة وهجمات نفذتها المجموعات المسلحة على حواجز للجيش و مقرات عسكرية في دير الزور ودرعا وحمص وريفي إدلب ودمشق.
يأتي ذلك رغم وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ صباح الجمعة، إذ لا تزال الاوضاع الامنية تشي باستمرار الجماعات المسلحة تقويض الاستقرار حتى في وقت الهدنة التي ما لبثت ان اهتزت بقوة مع التفجير الذي وقع جنوب العاصمة دمشق في منطقة دف الشوك.
وأشارت وسائل الاعلام السورية الى ان الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة زرعها مجهولون قرب جامع عمر بن الخطاب، مشيرة الى ان الحي المستهدف يكتظ بالسكان.
واضافت الوسائل ان غالبية الضحايا هم من الاطفال والنساء لوقوعه قرب ملاعب خاصة بالاطفال.
وتظهر الصور التي بثتها وسائل الاعلام السورية حجم الدمار الواسع الذي لحق بالممتلكات والابنية ما يعكس قوة التفجير ودموية الانفجار.
وفي درعا جنوبي البلاد انفجرت سيارة مفخخة قرب حاجز للجيش ما ادى الى مقتل وجرح العشرات من عناصر الحاجز، فيما قالت مصادر صحفية ان التفجير تم في شارع هنانو قرب مخفر الخطوط الحديدية.
وفي حلب شمالا اندلعت اشتباكات عنيفة عند نقطة تفتيش بالقرب من قاعدة للجيش في المهلب في شمالي المدينة، وتصدى الجيش السوري لهجوم من جماعات المسلحين قرب قاعدة للجيش في وادي الضيف بالقرب من الطريق السريع الرابط بين دمشق وحلب.
كما سمعت اصوات المدافع الرشاشة وانفجارات قذائف المورتر على طول الحدود السورية التركية بالقرب من بلدة حرام.
ويرى مراقبون ان فشل وقف اطلاق النار الذي سعى اليه الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي والاتفاقات السابقة لوقف النار، تم استغلالها من قبل المسلحين لاعادة ترتيب صفوفهم,وهو الامر الذي حذرت منه دمشق مرارا وتكرارا بعد الفشل السابق بتمرير الهدنة بسبب الممراسات التي تركبها الجماعات الارهابية المسلحة بحسب المراقبين.
في هذه الاثناء، أعلنت وكالة "سانا" الرسمية السورية أن السلطات القضائية والنيابة العامة افرجت عن 279 شخصا في منطقة دير الزور ممن شملهم العفو العام الذي أصدره الرئيس بشار الاسد.
واضاف المصدر أن المفرج عنهم غرر بهم في الأحداث التي تشهدها البلاد دون أن تتلطخ ايديهم بالدماء.
وقد حل عيد الأضحى المبارك على النازحين السوريين في ريف حلب خاليا من مظاهر الفرح والبهجة المعتادة.
كما يشتكي الأهالي من حرمان السعودية للحجاج السوريين من أداء فريضة الحج في ظل الحصار الذي تفرضه الجماعات المسلحة على بعض المدن في ريف حلب وخطفها وقتلها للأبرياء.