ودعت شخصيات وقوى سياسية عراقية الكتل السياسية إلى اتخاذ قرار بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة أغلبية سياسية، كي تتمكن الكتل من إنهاء لازمة الراهنة.
وقال النائب المستقل كاظم الصيادي إن الحل الأفضل لخروج البلاد من الأزمة التي تعصف به هوالانتخابات المبكرة وتشكيل حكومة أغلبية سياسية، مؤكدا على عدم وجود اي حل يمكن أن يساهم بخروج العملية السياسية والبلاد مما هي فيه من خلافات ومشاكل عالقة وأزمة سواء اللجوء الى الانتخابات المبكرة وحل البرلمان واجراء مبكرة.
وكان عضو ائتلاف دولة القانون النائب سامي العسكري قال ان "استمرار البرلمان بتعطيل القوانين لن يبقي خيارا سوى حله والذهاب الى انتخابات مبكرة".
واضاف ان "رئاسة البرلمان في طريقة تعاملها في ادارة جلسة الخميس كانت مكملة لدور القائمة العراقية في التعطيل مؤكدا ان "البرلمان اصبح عقبة امام عمل الحكومة واقرار القوانين.
هذه المطالبات هي امتداد لمطالبات سابقة اذ ان المجلس الاسلامي بقيادة السيد عمار الحكيم وكتلة الفضيلة البرلمانية اعلنت دعمها لحكومة الاغلبية السياسية ,كما ايدت عدد الكتل المنشقة من العراقية هذا التوجه ,وبهذا تخرج قضية الاغلبية السياسية من كونها ورقة ضغط الى مشروع حل وفي ذلك وقفة لابد من التمهل عند تفاصيلها.
ان العراق الجديد الذي بني على التوافق والمشاركة انجز شوطا مهما في مساره السياسي ولكن المشاركة فيه لم تعد قادرة على انتاج مخرجات مفيدة للمشروع السياسي, بل يمكن القول ان ما توقف على عتبة المشاركة والمحاصصة اكثر بكثير مما تم تمريره من توافقات وقوانين وسياسات كانت المرحلة شهدت الكثير مما تم تمريره عبرها.
المشكلة الحقيقية هي في تصور ان البديل عن المشاركة و المحاصصة هو الاستفراد, اوالدكتاتورية, وهذا غش واضح وكذب صريح يريد المعرقلون للمشروع السياسي ايهام الناس بحقيقته.
ان البديل عن المحاصصة هو حكومة اغلبية سياسية جامعة لمن يتفق مع المشروع السياسي من مكونات البلد الرئيسة ويسير بها الى مرحلة تطبيق السياسات الحكومية وتشريع القوانين والتنفيذ الاحكام القضائية مدعوما باكثرية برلمانية تحميه طيلة مدة الدورة الحكومية من التعرض للابتزاز او التوقف والتردد عند مواقف الحسم وما اكثرها في العراق.
ليس من الضروري ان يكون هنالك كورد معارضون ليقال ان الكورد مشاركون, فالموافقون من الكورد هم كورد ايضا وليس ضروريا ان يكون المتطرفون هم من يمثل السنة لكي يقال ان السنة حاضرون, وكذلك الامر بالنسبة للشيعة وغيرهم, فالمهم ان يكون هنالك متفقون من كل الاطياف العراقية يعملون كفريق واحد لانجاز المشاريع وتشريع القوانين وتمرير الحاجات الرئيسة للمواطنين, والا فليس من المعقول ان نسمح للتكفيرية الوهابية ان تمثل ابناء السنة الكرام من ابناء شعبنا مع التراث الضخم فكريا وعلميا واجتماعيا للمدارس الحنبلية والشافعية والمالكية والحنفية والصوفية , كما انه ليس من المعقول ان يكون الكوردي المتعصب والمنغلق ممثلا لابناء شعبنا الكوردي مع كل التضحيات الكبيرة التي قدمها ابطال النضال والجهاد الكوردي طيلة عشرات السنين بما فيها الاحزاب الرئيسة والاسلامية في المشهد الكوردي المعاصر , وهذا الامر اكثر وضوحا في الوسط الشيعي المنفتح والمسالم والمتفاهم مع الاخرين على الثوابت الوطنية, وفي خلاصة الموضوع يمكن القول ان الذهاب نحو الاغلبية السياسية ليس فقط حلا للمشاكل العراقية بل هو الطريق الوحيد بعد ان استنفذت المحاصصة اغراضها وتحولت او كادت الى مغاصصة لن يمر من خلالها شيء لبلعوم العراقيين.
كامل الكناني