ولا زينب الخواجة الناشطة السياسية "الليبرالية" المتشبثة بارضها وكرامتها الانسانية كما اظهرتها شاشات التلفزة العالمية هي من تأخذ تعليماتها من فصائل المعارضة الشيعية عندما تصرخ باعلى صوتها وهي ترفع يديها الشامختين وحيدة بوجه ضاربيها المتوحشين : " يسقط حمد " !
ولا نبيل رجب الناشط الحقوقي "الليبرالي" ايضا المصمم بعد كل دورة اعتقال على مناهضة حكم آل خليفة بحماس اكثر من الدورة السابقة هو من يتلقى اوامره من طهران او اي عاصمة اخرى سوى انه يجيد فضيلة الاستماع لصوت الشعب البحريني الهادر وهو ينزل يوميا الى الشارع منذ نحو ثمانية عشر شهرا شاهرا احتجاجه بوجه قاتليه وهو يردد " الشعب يريد اسقاط النظام " !
وليس بالتاكيد "اسامه التميمي " النائب الوطني والمستقل و "السني" - واعتذر عن هذا التوصيف - هو من يحرض على الطائفة السنية الكريمة او يحمل على آل خليفة وتحديدا رئيس وزرائهم بدوافع طائفية سوى انه استثقل بقاء حمد بن خليفة على كرسي السلطة لاكثر من اربعين عاما فأرقه ذلك ما دفعه الى التماهي مع الاكثرية , حتى تظطرون لاطلاق النار عليه وتهديده بالتصفية !
ولا كل الموظفين والمعلمين لاسيما الطاقم الطبي منهم الذين تمعنون في مضايقتهم وتصرون على طردهم من وظائفهم وتجرجروهم يوميا من معتقل لمعتقل , هم محسوبون على قوائم من تصنفونهم ب "الارهابيين" او رموز المعارضة الراديكالية التي تريد "قلقلة" امن واستقرار البلاد حتى تصرون على زجهم في معترك السياسة ما جعلهم وقودا في معركة بقائكم في سدة الحكم حتى ولو اخليتم المدارس والمستشفيات من كل الكادر الانساني !
اما الشهداء الذين سقطوا في معركة استقلال البحرين المستمرة منذ 18 عشرة شهرا فانهم وبحسابات دولة مثل مصر فانهم قد تجاوزوا ال 16 الفا اذا ما قارنا عدد سكان مملكة البحرين مع سكان جمهورية مصر العربية !
فانهم وبشهادة اقرب الناس اليكم ولجنة بسيوني الملكية وكل منظمات حقوق الانسان العالمية ومنظمات المجتمع المدني – ايضا غير التابعة لدولة ولاية الفقيه الايرانية – وغير الشيعية بالتأكيد والتي لا تحمل اي اجنداتطائفية بالمطلق , فانهم سقطوا و هم مجردين حتى من هراوات كتلك التي تحملونها في مطارداتكم اليومية ناهيك عن حملهم حتى لسكينة مطبخ واحدة ومرة اخرى بشهادة لجنة بسيوني الملكية فقد ماتوا وهم اما يئنون تحت تعذيب جلاديهم او وهم يصدون رصاصات بوليسكم الوحشي الطائشة وهم يصرخون سلمية سلمية !
يبقى اخيرا ونحن في حالة كشف الحساب هذه مع الثورة البحرينية المظلومة ضرورة الافصاح عن حقيقة هامة انتم تعرفونها كما يعرفها الخاصة من الناشطين من ثوار البحرين بعد جاء الوقت لاعلام الرأي العام العالمي بها الا وهي ان الفصيل الاساسي للمعارضة البحرينية والذي هو معروف لديكم كما للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي كان قد تلقى " تعهدات " من السفير المتجول "لحليفتكم" وداعمتكم الاساسية اي الولايات المتحدة الامريكية اعني به مساعد وزيرة الخارجية السابق جيفر ي فيلتمان بان لا يتجاوز الفصيل المذكور سقف الملكية الدستورية في مطالبه مقابل ان يبقى المتظاهرين في امان و دوار اللؤلؤة خط احمر !
انه الظلم والاجحاف اذن والذي يقترب من دفع الشعب البحريني يتسائل اليوم وبعد كل الذي جرى عليه وبعد نقض حكومته لعهودها ومواثيقها القديمة منها والمتجددة ان "يكفر" بحكم جكومته الظالمة و بالوهم الذي باعته اياه ولا تزال تروج له واشنطن بين صفوف البعض من "جمعية المصدقين" بالنوايا الحسنة الامريكية والخليفية وهو يرى سقوط ابنائه على مدار الساعة يسقطون شهداء الواحد بعد الآخر برصاص الشوجن والغازات الكيمياوية ذات مفعول القتل البطئ فيما العالم "المتمدن" منشغلا عنه دائرا ظهره عن ثورته السلمية رغم ترويجه المنقطع النظير لما يسميه "الربيع العربي" شرط ان يكون في سوريا حصرا ولا غير ؟!
سؤال من حق البحرينيين ان يسألونه اليوم من الاخ والشقيق كما من الصديق القر يب كما من الخصم البعيد بائع الاوهام و صاحب المعايير المزدوجة والمشهور بالكيل بمكيالين :
ماذا لو قررنا تغيير سياستنا الدفاعية عن النفس ولجأنا الى المقاومة الممتفاوتة في مواجهة قوة غاشمة مدعومة بقوة محتلة مصممة على المشاركة في جريمة الابادة الجماعية ضد شعبنا ؟!
وماذا لو قرر بعض اللاعبين من وراء البحار او الاشقاء او الاصدقاء القريبين تغيير قواعد الاشتباك السياسي والديبلوماسي في المعادلة الاقليمية اوقرروا مفاجاة العالم بتغيير شكل دعمهم للشعب البحريني من مجرد الدعم السياسي والمعنوي والاعلامي الى الدعم الفعال ومن النوع الذي يزعمون ان من حق الآخرين ان يقدمونه وبالمعايير الثقيلة لمن يريدون اسقاط حكومة الرئيس بشار الاسد باي ثمن كان حتى لو سبب ذلك نشوب حرب عالمية ثالثة ؟!
اعرف ان ايران لم تكن يوما و ليست هي الآن في وارد ذلك وكذلك سوريا وروسيا والصين لاعتقادهم بان ذلك لا يخدم الشعب البحريني وقضيته العادلة ولكن ما لا اعرفه هو الى متى يمكن للشعب البحريني ان يبقى مدافعا عن مظلوميته القاتلة وهو يصارع على الحق ويصرخ باعلى صوته سلمية سلمية ...,والى متى يمكن لاشقائه ومحبيه واصدقائه ان يبقوا على قواعد الاشتباك الحالية على ماهي عليه الآن وفيما اذا ستبقى الحال كما هي عليه فيما لو شعر اي طرف شقيق او صديق للشعب البحريني بان مصلحة الشعب البحريني تتطلب اجراءات من نوع مختلف لايعلم احد ما هي بالضبط ؟!
تماما كما اعرف ان ايران الصديقة والشقيقة للشعبين السوري والبحريني والمخلصة لمطالبهما المشروعة لن تقبل لنفسها ان تكون نسخة عن الآخرين في طريقة تعاطيها مع ملفات المنطقة وقضايا الشعوب العادلة وهي ليست من سنخ امريكا وبعض عواصم البترودولار لكنها لن تبقى متفرجة الى الابد وهي ترى اشقائها يحترقون ظلما وعدوانا على يد "بني الاصفر" واذنابهم في المنطقة ولديها كما لدى حلفائها الدوليين من المفاجآت الكثيرة ما يمكن ان يغير وجه المنطقة عند اللزوم !
اما شعب البحرين المظلوم اليوم فان لسان حاله يقول : صحيح ان جغرافية بلادنا صغيرة الا اننا وكما تمكنا من تصدير ثورتنا الى اكثر من عاصمة مجاورة كما يردد ثواره , فان باستطاعتنا تغيير قواعد اللعبة الاقليمية عند الضرورة ساعة نرى ذلك ضروريا وما ذلك على الله بعزيز.
*محمد صادق الحسيني -وكالة اخبار الشرق الجديد