ردا على اسئلة إلى الرئيس الأسد

ردا على اسئلة إلى الرئيس الأسد
الجمعة ٠٥ أكتوبر ٢٠١٢ - ٠٣:٣٤ بتوقيت غرينتش

رسالة من مواطن سوري إلى محمد كريشان.. ردا على اسئلة إلى الرئيس الأسد ..... أنا لست بمعرض الحديث باسم الرئيس الأسد، ولكن سأجيب عن بعض الأسئلة بسيطة الفهم، وسأطرح تساؤلات قد تساعد في الوقوف على الحقيقة:

أولا: إن الـ 30 الفا الذين تتحدثون عنهم نصفهم من الجيش والأمن وربعهم من المؤيدين للدولة السورية والبقية موزعون بين إرهابيين ومرتزقة عرب وأجانب وسوريين وغيرهم، وبالتالي لم تطلب من الرئيس الأسد أن يرحل وأكثر من نصف الشعب يقف معه (وكان ذلك جليا في المسيرات المليونية التي خرجت داعمة له والتي لم تبثوها على محطة الرأي والرأي الآخر)، اضافة إلى استطلاعات الرأي، ولكن السؤال لكم: لم لا ترحلون أنتم ومرتزقتكم وتضليلكم الإعلامي وتتركوا الشعب السوري يخط مستقبله لوحده؟!
ثانياً: ليس محمد كريشان ولا غيره من يملون على النظام السوري ما يصنع فهو يستمد شرعيته من شعبه، وبالنسبة لدرعا فالرئيس الأسد أرسل موفده الخاص الدكتور المقداد إلى درعا للعزاء بالشهداء واستقبل وفداً من 30 شخصية درعاوية واستجاب لمطالبهم بسحب الجيش من هناك، ولكنهم نقضوا الصلح بعد يوم أو بعض يوم.
على كل حال تسجيلات الإنترنت تظهر بوضوح أنه منذ الأسبوع الأول كان هناك سلاح يتدفق إلى درعا وبالتحديد إلى الجامع العمري، وهذا ما أفصح عنه الدكتور هيثم مناع على جزيرتكم، ثم لاحقاً الشيخ الصياصنة بعد خروجه الى العربية السعودية ما يعني أنه لم تكن هناك نية للحل من قبل بعض الجهات وهي ليست الدولة السورية قطعاً.
ثالثا: في كل يوم كان الغرب يتكالب علينا وإن لم تسعفك ذاكرتك فنذكرك بغزو العراق عام 2003 ووقوف سورية لوحدها ضد الغزو وتهديدات أمريكا وحلفاؤها المستمرة باجتياح سورية بعد العراق، ثم جاء اغتيال الحريري 2005 واتهام سورية وكل الضغوط التي مورست علينا ومحاولات إرضاخنا، ثم تلته حرب تموز التي كنا نحارب فيها جنبا إلى جنب مع المقاومة اللبنانية والتي لم تكن لتصمد لولا وقوفنا معها. ورغم أن الحرب كانت بدأت إلا انكم ما برحتم تكيلون الاتهامات بأن الحزب متهور! عجيب أمركم تريدوننا أن نحرر أرضنا ولكن دون 'تهور' يعني بالمصافحة كما فعلتم وتفعلون؟! ثم جاءت حرب غزة والكل يعرف أن سورية هي فقط من وقف ويقف مع حركات المقاومة من حماس الى الجهاد، ولولا سورية لما صمدوا في وقت كان 'المعتدلون' يغلقون الحدود والأنفاق في وجه الهاربين من جحيم الحرب!
رابعاً: كانت الدولة السورية اعتبرت منذ البداية أن للجميع الحق بالمطالبة السلمية والسلمية فقط، وليس عبر تخريب الممتلكات والبنية التحتية التي هي ملك غال للشعب السوري، وكانت الدولة السورية وعدت منذ اليوم الأول بالقيام بإصلاحات، ولكن من تحركهم أيادي الشيطان أرادوا أن يروا الإصلاحات من ساعتهم شأنهم شأن قوم موسى الذين أرادوا أن يروا الله جهارة، مع العلم أن الجميع يعرف أن الإصلاحات تأخذ وقتها لتبصر النور .
بالحديث عن سلمية الثورة: راجع إتصالاتكم مع شهود العيان الذين كانوا عندما تسألونهم عن سبب سقوط شهداء في درعا كانوا يقولون: الفرقة الرابعة والفرقة الخامسة تشتبكان في درعا، حتى أن أحد شهود العيان على شاشتكم سمع العقيد ماهر عبر المنظار يأمر بالقصف! أنتم المسؤولون بالمحطة عن فقدان الثورة لسلميتها لكثرة الكذب الذي مارستموه، وخاصة في ما يتعلق بالفرقة الرابعة التي كانت في وقت ما تحاصر كل المناطق السورية المضطربة وكأنها من فصيلة الأخطبوطيات، وليس آخرها هدر دم مراسلكم من حلب الذي تسبب عبر كذبه بمقتل العشرات من العناصر الإرهابية عندما قال ان حي صلاح الدين ما زال تحت سيطرتهم في وقت كان الجيش العربي السوري يسيطر على المكان!
خامساً: في كل يوم نحن في مواجهة مع العدو الإسرائيلي، ففي اجتياح لبنان 1982 حاربنا وحدنا ضد الكيان الصهيوني ومن منا لا يتذكر المعارك المشرقة التي خاضها الجيش العربي السوري؟ واسقاطنا لاتفاق 21 أ يار؟ وفي كل عمليات المقاومة اللبنانية كنا حاضرين من ناحية التسليح أو الإمداد اللوجستي أو حتى التغطية السياسية، وفي العام 2000 كان لنا دور كبير في دحر العدو وهذا ما لم ينكره أحد من الإخوة اللبنانيين، وفي غزو العراق 2003 كنا استقبلنا 3 ملايين لاجئ عراقي (أم أن هذا لا يذكر لنا؟)، وفي 2006 حاربنا في جنوب لبنان وكانت صواريخنا هي من يقصف عمق العدو الصهيوني، وفي اجتياح غزة كنا في الصف الأول مع حركات المقاومة التي احتضنتها دمشق عندما رفض العربان استقبالهم بحجة انهم لا يستطيعون حمايتهم !!
سادساً: الجيش العربي السوري جيش الوطن ومن مهامه في الدستور ـ حماية الوطن من كل تهديد داخلي وخارجي، الجيش العربي السوري لم يدخل منطقة من سورية إلا بعد أن احتلها إرهابيوكم المسمون ظلماً 'بالجيش الحر' وأعلنوها منطقة محررةً، والذاكرة ما زالت تسعفنا لنذكرك بحجم التهليل والمباركة اللذين حظي بهما 'بطل البلاي بوي' عبد الرزاق طلاس عقب إعلانه السيطرة على حي بابا عمرو وكثير من إحياء حمص وإعلانها مناطق 'محررة' ما اضطر الجيش للتدخل لفرض السيادة بعدما أمهل الناس مدةً لإخلاء المنطقة.
الجيش العربي السوري لم يدخل حيا من أحياء سورية إلا من تحصن به الإرهابيون واتخذوا من الناس دروعا ً بشرية وهو ما نسمعه على شاشاتكم تحت اسم 'حماية المدنيين'. والجيش العربي السوري لم يدخل حيا إلا بعد أن وزع منشورات بضرورة إخلاء الحي .
لكن: لم لم تسأل نفسك يوما يا سيد محمد ما الفرق بين حماية المدنيين والإحتماء بهم؟! سيما وأن أحراركم يدخلون المنطقة وبعد دخول الجيش إليها ينسحبون منها 'تكتيكيا' أو 'حرصا على حياة المدنيين' كما تروجون على شاشاتكم !!
سابعاً: لم تكن لسورية يوما علاقات قوية مع السعودية أما قطر فنعم كانت تحاول دوما أن تلعب دورا أكبر من حجمها، وبالنسبة لتركيا فالعلاقة لم تكن شخصية مع السيد أردوغان إنما علاقات طيبة مع الشعب التركي الجار وهي علاقات مصالح متبادلة وما زالت نظرتنا للشعب التركي هي نفسها سيما وانه من اكثر الشعوب التي فهمت ما يحاك ولم تنجر خلف التضليل الإعلامي الذي مورس.
ثامناً: بالنسبة للقومية: سورية لم تتخل عن دورها القومي ولكن أنتم من خذل سورية في كل المناسبات وليس آخرها حرب تشرين (راجع وثائقي الجزيرة عن الحرب وكيف خدعت مصر سورية لإجبارها على دخول الحرب وكيف سرب ملك الأردن للكيان الصهيوني موعد الحرب؟).
والآن وبعد خسارة مصر والأردن عسكريا بتوقيعهما اتفاق الإستسلام لإسرائيل مع من تريدنا حضرتك أن نتحالف لشن الحرب على الكيان الغاصب؟! مع قطر مثلا وجيشها العرمرم؟ أم مع المملكة التي تشتري جل سلاحها من واشنطن بشرط عدم استخدامه في وجه أصدقاء واشنطن؟! أكثر من ذلك: لم لا نتحالف مع إيران وهي التي أنزلت علم الكيان وأغلقت سفارته ورفعت مكانه علم فلسطين؟ لم نرد اليد التي تمتد لمساعدتنا؟! الكل يعرف أن إيران تدعم حزب الله وحماس في وجه العدو في وقت تغلقون أنتم فيه الأبواب أمام المقاومين لدفعهم لاستسلام مماثل لما حصل في مصر والأردن؟!
تاسعاً: لم يفكر الرئيس يوماً إلا بوحدة التراب السوري على العكس من ذلك فإن ثواركم هم من رفع شعارات الفدرالية والتقسيم وشعارات من قبيل: 'العلويين ع التابوت.. والمسيحيين ع بيروت' منذ بداية الحراك.
والغريب في الأمر انك تتظاهر بأنك لم تشاهد هذه الفيديوهات على اليوتيوب مع أن اليوتيوب كان المصدر الرئيسي لأخبار جزيرتكم آنذاك!!
اخيراً: إن خرجنا منتصرين من هذه الحرب فشعبنا هو المنتصر وهذا ما نرجوه لأننا ندافع في النهاية عن شعبنا، وستسقط حينها امبراطوريات سياسية وإعلامية وهذا ما نرجوه ولا بأس في تقديم شهداء لإسقاط المتآمرين والمتخاذلين والمأجورين.

 

*بشار عمران - القدس العربي